Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"أصوات الحسم" لمن يصوت مؤيدو كينيدي؟

انسحاب المرشح المستقل من سباق الانتخابات الأميركية قد يصب في صالح ترمب داخل الولايات المتأرجحة

تلعب القاعدة الانتخابية لروبرت كينيدي دورا مهما في الولايات المتأرجحة (أ ف ب/غيتي)

ملخص

يشير مراقبون إلى أنه على عكس الديمقراطيين أو الجمهوريين قد يكون من الصعب تحديد السمات أو التركيبة السكانية المحددة التي تربط بين أولئك الذين يصوتون لمصلحة روبرت كينيدي جونيور، وبخاصة أنهم منتشرون في جميع أنحاء الولايات المتحدة.

بعدما انسحب المرشح المستقل لانتخابات الرئاسة الأميركية روبرت كينيدي جونيور من السباق الجمعة الماضية، أعلن عزمه تأييد المرشح الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترمب في الانتخابات المقررة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، والتي يتنافس فيها ترمب ومرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس نائبة الرئيس الحالي جو بايدن. 

وعلى رغم أن المرشح المستقل كان يستحوذ على نحو 15 في المئة من أصوات الناخبين المسجلين خلال أوائل يوليو (تموز) الماضي، وفق استطلاع لمركز بيو للأبحاث في واشنطن، فخلال أوائل أغسطس (آب) الجاري تراجعت الأصوات المؤيدة له إلى سبعة في المئة فقط من الناخبين الذين قالوا إنهم يميلون إلى كينيدي أو يفضلونه كرئيس. لكن حتى هذه النسبة بإمكانها لعب دور مهم في السباق نحو البيت الأبيض، فلمن يمكن أن تذهب هذه الأصوات التي ربما تكون "أصوات الحسم" في معركة شديدة التنافسية بين ترمب وهاريس. 

سباق أكثر تنافسية

شكل التوقيت الذي اختاره كينيدي للانسحاب وتأييد ترمب نقطة حساسة بالنسبة للديمقراطيين، بالنظر إلى أنه جاء بعد يوم من اختتام المؤتمر الوطني الديمقراطي في شيكاغو. ومع ذلك يسعى المعسكر المؤيد لهاريس إلى التقليل من خطر تأييد كينيدي لمنافسها الجمهوري. فيري الاستراتيجي الديمقراطي دوغلاس ويلسون أن الأمر قد يجعل هذا السباق "أكثر تنافسية"، لكنه زعم أن الديمقراطيين يمكنهم تعويض ذلك بخطة إقبال أقوى ليوم الانتخابات. وقال ويلسون في تعليقات لصحيفة "ذا هيل" الأميركية "قد يمنح هذا ترمب اثنين في المئة إضافية، أو ثلاثة في المئة في بعض الولايات، ولكن إذا تمكنا نحن على الجانب الديمقراطي من إخراج ناخبينا بأعداد كبيرة، فيمكننا منع ذلك".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومنذ دخول هاريس السباق فقد كينيدي قدراً كبيراً من الزخم في استطلاعات الرأي، ولم يتمكن من استعادته مرة أخرى. ويمكن من خلال قراءة استطلاع مركز بيو التوصل إلى نقطة مفادها أن أولئك الراغبين في التصويت لهاريس حولوا بالفعل أصواتهم قبل أن ينحسب كينيدي من السباق، إذ إن المرشح المستقل خسر نحو نصف عدد مؤيديه منذ أن تم استبدال هاريس ببايدن، وهؤلاء كانوا ممن لا يرون أن أياً من بايدن أو ترمب خيارين جيدين. وبطبيعة الحال، فإن تلك الكتلة التي أبقت على تأييدها لكينيدي ليست مستعدة للتصويت لهاريس بعد انسحابه.

ولايات الحسم

ومع ذلك، يشير مراقبون إلى أنه على عكس الديمقراطيين أو الجمهوريين قد يكون من الصعب تحديد السمات أو التركيبة السكانية المحددة التي تربط بين أولئك الذين يصوتون لمصلحة روبرت كينيدي جونيور، وبخاصة أنهم منتشرون في جميع أنحاء الولايات المتحدة. فليس من المؤكد ما سيفعله مؤيدو كينيدي ومن الصعب قياس ما إذا كان عدد منهم يعتزمون التصويت لترمب أم لا، وقد يختار البعض الامتناع عن التصويت في ظل غياب بديل على ورقة الاقتراع.

لكن تحرك المرشح المستقل الذي كان ينتمي قبلاً للحزب الديمقراطي أمر مهم بالنسبة إلى ترمب في ولايات الحسم. وفي وقت سابق كشف تقرير كوك السياسي وهو دليل انتخابي غير حزبي أن 45 في المئة من ناخبي كينيدي في الولايات المتأرجحة يقولون إنهم سيصوتون للمرشح الجمهوري، بينما قال 26 في المئة فقط إنهم سيؤيدون هاريس.

وبدأ المرشحان سريعاً مغازلة كتلة كينيدي الذي يصف المراقبون في واشنطن قراره الانسحاب قبل 74 يوماً من الانتخابات بمثابة تحول آخر في سباق لا يشبه أي سباق آخر. 

وتقول شبكة "سي أن أن" الأميركية إن مستشارى ترمب يرون الآن فرصة لجذب بعض ناخبي كينيدي، وبخاصة أولئك الأميركيين الذين يقعون بين هامش أنصار الحملات الرئاسية السابقة للسيناتور بيرني ساندرز والجناح اليميني المناهض للمؤسسة في الحزب الجمهوري. وهناك افتراض بين فريق ترمب وحلفائه بأن الأمهات المحافظات ــ وهي الفئة الديموغرافية التي كافح المرشح الجمهوري لكسبها ــ يمكن التأثير عليهن أيضاً. وكانت النساء أكثر ميلاً إلى دعم كينيدي من الرجال، وفقاً لاستطلاع حديث أجراه مركز بيو للأبحاث. 

وفي حين هاجمت اللجنة الوطنية الديمقراطية والمجموعات الخارجية المتحالفة كينيدي بقوة منذ بداية العام الجاري في محاولة لتقليل تأثيره في السباق، لكن حملة هاريس سارعت لمد غصن الزيتون إلى مؤيدي كينيدي. وقال مايكل تايلر المتحدث باسم هاريس "إذا كانوا يبحثون عن شخص سيقاتل بالفعل من أجل مصالحهم وقيمهم، أو كانوا يبحثون عن شخص يفهم ما يتعلق بالقرارات الشخصية التي يتخذونها في حياتهم... ثم هناك مكان لهم في حملة كامالا هاريس".

وزعم مسؤول حملة هاريس المعني بمراقبة المرشحين المستقلين رامزي ريد أمس أن انسحاب كينيدي لن يؤثر في السباق، مشيراً إلى استطلاعات الرأي الأخيرة التي أظهرت تراجع دعمه. وقال ريد في مذكرة "هذا ما سيغيره تأييد روبرت كينيدي الابن لدونالد ترمب، لا شيء. الدعم القليل المتبقي ضعيف ومنقسم عبر الأيديولوجيات، وغير متناسب بين الناخبين ذوي الميول الأقل".

ما تقوله الأرقام

وفي حين من الصعب تحديد الناخبين الذين صوتوا لروبرت كينيدي جونيور وأين يتركزون بالضبط، مما يعني الحاجة إلى التعامل مع الأرقام بحذر، لكن استطلاع رأي أجراه ريفيلد وويلتون خلال الـ15 من أغسطس الجاري داخل 10 ولايات أظهر أن كينيدي تمتع بتقدم أوسع في بعض الولايات مقارنة بغيرها، وتحديداً في الولايات المتأرجحة مثل نيو مكسيكو وميشيغان ونيفادا حيث حصل على نسبة تأييد ثمانية في المئة وخمسة في المئة وخمسة في المئة على التوالي. وأظهر الاستطلاع نفسه أن هاريس تتقدم في نيو مكسيكو وتتعادل مع ترمب في نيفادا وميشيغان، فيما تقدم ترمب في فلوريدا. 

وعلى رغم أنه من غير الواضح إلى أين سيتجه ناخبو كينيدي فإن الهوامش الأعلى قد تكون قادرة على تحويل مسار الأمور داخل هذه الولايات وغيرها. ومن ثم فإن تأييد كينيدي لترمب قد يمنح بعض الزخم للرئيس السابق. فأظهر استطلاع وكالة "أسوشيتدبرس/أن أو آر أس" خلال يوليو (تموز) الماضي أن الجمهوريين أكثر احتمالية بصورة كبيرة من الديمقراطيين ليكون لديهم وجهة نظر إيجابية عن كينيدي، وكان أولئك الذين لديهم انطباع إيجابي عن كينيدي أكثر احتمالية ليكون لديهم وجهة نظر إيجابية عن ترمب بنسبة 52 في المئة مقارنة بهاريس 37 في المئة.

وفي استطلاع آخر فـإن 14 في المئة فقط من مؤيدي كينيدي يعدون أنفسهم جمهوريين بينما يعد 12 في المئة أنفسهم ديمقراطيين. وتقول الغالبية العظمى من أنصاره بنسبة 74 في المئة إنهم مستقلون أو شيء آخر، وتميل نسبة أكبر نحو الحزب الجمهوري مقارنة بالحزب الديمقراطي بنسبة 40 في المئة مقابل 26 في المئة.

المزيد من تقارير