ملخص
قال الرئيس فولوديمير زيلينسكي "للأسف، تسبب هجوم الطائرات المسيرة الروسية في أضرار وخسائر بشرية في مناطق مختلفة من كييف".
أعلنت روسيا اليوم الأحد سيطرتها على قرية تقع على بعد نحو 10 كيلومترات جنوب بوكروفسك وهي منطقة لوجيستية رئيسة للقوات الأوكرانية في شرق البلاد، تقترب منها القوات الروسية منذ أشهر.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في تقريرها اليومي إن "وحدات من مجموعة قوات الوسط حررت قرية فيشنيفي إثر عمليات هجومية".
وأمس السبت أعلن الجيش الروسي السيطرة على قريتين أخريين في شرق أوكرانيا، إذ يحقق جنوده مكاسب ميدانية منذ مطلع العام في مواجهة قوات أوكرانية أقل تسليحاً وعدداً.
وتعد مدينة بوكروفسك أحد أبرز أهداف القوات الروسية في هذا القطاع من الجبهة مركزاً مهماً للوجيستيات الجيش الأوكراني، حيث تربط عديداً من الحصون في دونباس براً.
وتوجد القوات الروسية الآن على بعد بضعة كيلومترات من المدينة التي تضم أيضاً منجماً كبيراً لفحم الكوك، وهو معدن ضروري لإنتاج الفولاذ لتلبية الحاجات العسكرية.
وسيطر الجيش الروسي على 478 كيلومتراً مربعاً من الأراضي الأوكرانية خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي وهو رقم قياسي منذ الأسابيع الأولى للنزاع خلال مارس (آذار) 2022، بحسب تحليل أجرته وكالة الصحافة الفرنسية لبيانات المعهد الأميركي لدراسة الحرب (ISW).
مقتل متطوع تايواني يقاتل في أوكرانيا
ومن جهة أخرى أعلنت الخارجية التايوانية اليوم الأحد مقتل متطوع من مواطنيها أثناء قتاله إلى جانب القوات الأوكرانية ضد روسيا.
وكان التايواني عضواً في فيلق عسكري أوكراني مكون من المقاتلين الأجانب وفق ما جاء في بيان الخارجية التي قدمت تعازيها لعائلته، التي لم ترغب بدورها الكشف عن هويته.
وذكرت الوزارة أنها تلقت تقارير تفيد بمقتله أمس السبت وأن المكتب التمثيلي لتايوان في بولندا تحقق من الأمر من طريق "فيلق أوكرانيا الدولي"، ولم تصدر أية تفاصيل أخرى.
وفي بداية الحرب دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي علناً الأجانب للقدوم إلى بلاده للانضمام إلى "الفيلق الدولي" الذي يقاتل إلى جانب الأوكرانيين ضد الروس.
وعرف الإعلام التايواني عن المتطوع على أنه وو تشانغ تا وقال إنه عاد إلى أوكرانيا خلال يوليو (تموز) الماضي بعد تعافيه من إصابة في السابق.
وأفاد وو الإعلام المحلي قبل مغادرته للمرة الثانية بأن عائلته تدعم قراره بالمشاركة في القتال.
وقال النائب التايواني بوما شين وهو عضو في لجنة الدفاع التابعة للبرلمان إن هناك حالياً ما بين "خمسة إلى ستة" مقاتلين تايوانيين في أوكرانيا.
وسقط أول متطوع تايواني يقاتل في أوكرانيا أثناء المعارك خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
وقالت الإدارة العسكرية للعاصمة الأوكرانية كييف اليوم الأحد إن هجوماً جوياً روسياً على المدينة ألحق أضراراً بمبان وطرق وعدة خطوط للكهرباء.
جاء ذلك بعد ساعات من إعلان الجيش الأوكراني أن الدفاعات الجوية للبلاد تحاول التصدي لهجوم بطائرات مسيرة.
وقال رئيس الإدارة العسكرية في كييف سيرغي بوبكو عبر تطبيق "تيليغرام" إن الهجوم لم يسفر عن إصابات مشيراً إلى أن الهجوم نفذ على موجات ومن اتجاهات مختلفة.
وذكر بوبكو أن الهجوم لم يسفر عن اندلاع حريق، في تعديل لبيان سابق للإدارة أفاد بإرسال طواقم طوارئ إلى موقع حريق اندلع بسبب الهجوم في منطقة شيفتشينكيفسكي.
وهذا ثاني هجوم روسي بطائرات مسيرة على كييف في ليلتين، وأضاف بوبكو أن الدفاعات الجوية أسقطت جميع الطائرات المسيرة الهجومية وذلك وفقاً لمعلومات أولية، ولم يتضح بعد عدد الطائرات المسيرة التي أطلقت على كييف.
لكنه قال إن حطام الطائرات المسيرة المتساقط ألحق أضراراً بمداخل ونوافذ خمس بنايات في الأقل في منطقتين بالعاصمة.
ونشر الجيش عدة صور على "تيليغرام" تظهر مدخل بناية أصابه انفجار ونوافذ مهشمة في أخرى وخطوط كهرباء سقطت على الطريق.
وأفاد شهود من "رويترز" بسماع دوي انفجارات ورؤية أعمدة من الدخان تتصاعد فوق أبنية سكنية.
وحي شيفتشينكيفسكي القريب من وسط كييف منطقة مزدحمة تضم مجموعة من الجامعات والمطاعم والمعالم السياحية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأظهرت تحذيرات أصدرها الجيش الأوكراني على وسائل التواصل الاجتماعي أن كييف والمنطقة المحيطة بها والغالبية العظمى من النصف الشرقي من أوكرانيا تلقت تحذيرات من غارات جوية على فترات شملت غالبية الليلة.
وقال قائد الجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي اليوم الأحد إن القوات الأوكرانية تتصدى لأحد أقوى الهجمات الروسية منذ بداية الغزو الروسي واسع النطاق للبلاد.
ووفقاً لبيانات مستمدة من مصادر علنية حققت القوات الروسية أسرع معدل تقدم لها في سبتمبر (أيلول) منذ مارس (آذار) 2022، أي بعد شهر واحد من إصدار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأمر بغزو الجارة الأصغر. وخلال الحرب سيطرت أوكرانيا على منطقة كورسك الروسية في أغسطس (آب).
وكتب سيرسكي على تطبيق "تيليغرام"، "تتصدى القوات المسلحة الأوكرانية لأحد أقوى الهجمات الروسية منذ بداية الغزو واسع النطاق للبلاد".
وبعد فشل محاولات بوتين للاستيلاء على العاصمة الأوكرانية كييف وتحقيق نصر حاسم في بداية الحرب، تقلصت طموحاته الحربية إلى السيطرة على منطقة دونباس التي تضم منطقتي دونيتسك ولوغانسك في شرق أوكرانيا.
ومنذ ذلك الحين أصبحت دونباس ساحة القتال الرئيسة ودارت بها معارك تعد الأعنف في أوروبا منذ أجيال وسقط فيها جنود قتلى بالآلاف من الجانبين.
ويرى محللون روس أن الحرب دخلت في أخطر مراحلها مع تقدم القوات الروسية وإرسال كوريا الشمالية قوات للقتال مع روسيا وتفكير الغرب في كيفية إنهاء الصراع.
يقوم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بجولات في أنحاء العالم للضغط على دول حلف شمال الأطلسي للسماح لكييف باستخدام الصواريخ البعيدة المدى التي زودته بها، ليتمكن من قصف أهداف في عمق روسيا.
وتستعد أوكرانيا لأعنف شتاء منذ بداية الحرب بعد أن دمر القصف الروسي بعيد المدى ما قال مسؤولون إنه قرابة نصف قدرتها على توليد الطاقة.
وقالت وزارة الدفاع الروسية اليوم الأحد إن وحدات الدفاع الروسية دمرت 19 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل.
وأضافت الوزارة على تطبيق "تيليغرام" أنه تم إسقاط 16 طائرة مسيرة فوق منطقة روستوف الجنوبية، بينما جرى اعتراض الطائرات الأخرى فوق منطقتي بيلغورود وبريانسك المتاخمتين لأوكرانيا.
دعت كييف موسكو اليوم الأحد إلى تقديم قائمة بأسماء أسرى الحرب الأوكرانيين الذين يمكن الإفراج عنهم في عملية لتبادل الأسرى، وذلك بعد اتهام روسيا كييف بإفساد العملية.
قال مفوض حقوق الإنسان في البرلمان الأوكراني دميترو لوبينيتس على تطبيق "تيليغرام"، "نحن مستعدون دائماً لتبادل أسرى الحرب".
وجرى تبادل للأسرى بين البلدين أكثر من مرة منذ أن اجتاحت روسيا جارتها الأصغر في عام 2022. وحدثت آخر عملية تبادل في منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي حيث أعاد كل جانب 95 أسيراً إلى الوطن.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أمس السبت إن أوكرانيا تعرقل العملية بشكل أساسي وترفض استعادة مواطنيها.
وأضافت أن وزارة الدفاع الروسية عرضت تسليم 935 أسير حرب أوكرانياً لكن كييف لم تستقبل سوى 279 أسيراً.
وقال لوبينيتس بدوره إن أوكرانيا مستعدة دائماً لقبول مواطنيها، واتهم روسيا بإبطاء عملية التبادل.
وقالت مفوضة حقوق الإنسان في روسيا الاتحادية تاتيانا موسكالكوفا أمس السبت إن أوكرانيا "سيّست" القضية.
وكتبت موسكالكوفا على "تيليغرام"، "نعتبر أنه من الضروري العودة إلى حوار بناء وتسريع عملية تبادل الأسرى".
هجوم جوي روسي
ذكر رئيس بلدية العاصمة الأوكرانية كييف فيتالي كليتشكو أن الدفاعات الجوية حاولت صد هجوم جوي روسي على العاصمة مساء أمس السبت.
وقال كليتشكو في منشور على تطبيق "تيليغرام"، "وقع انفجار على أطراف كييف، الدفاعات الجوية تعمل في العاصمة وفي المنطقة، ابقوا في الملاجئ".
أعلنت أوكرانيا السبت أن عاصمتها كييف تعرضت لهجوم كثيف بطائرات مسيرة خلال الليل، حيث سُمعت انفجارات في العاصمة ومناطق أخرى.
وقال الرئيس فولوديمير زيلينسكي "للأسف، تسبب هجوم الطائرات المسيرة الروسية في أضرار وخسائر بشرية في مناطق مختلفة من كييف".
وأكد زيلينسكي أن "الهجمات الإرهابية المستمرة على المدن الأوكرانية تثبت أن الضغط على روسيا وشركائها ليس كافياً".
سمع مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية انفجارات إضافية في كييف بعد ظهر السبت مع إنذار من غارة جوية.
وصباحاً، قالت القوات الجوية الأوكرانية إنها أسقطت 39 طائرة مسيرة من أصل 71 أطلقت من روسيا خلال الليل.
واستهدفت الطائرات من دون طيار منطقة كييف المحيطة بالعاصمة ومنطقة سومي الحدودية ومنطقتي كيروفوغراد وبولتافا المركزيتين.
وأكدت أن الحطام الناجم عن الطائرات المسيرة التي تم إسقاطها، ألحق أضراراً بالمنازل والمباني السكنية في أربع مناطق بما فيها كييف وسومي ومنطقة أوديسا على البحر الأسود.
وذكرت الإدارة العسكرية في كييف أن الحطام بعد إسقاط مسيرات، سقط في ست مناطق من العاصمة، مما أدى إلى إتلاف شقق وسيارات وإشعال حرائق في المباني أُخمدت.
وقالت الإدارة إن شرطياً أصيب، وأعلن مسؤولون إصابة امرأة (82 سنة) بجروح في رأسها من شظايا في منطقة كييف خارج العاصمة.
وتم انتشال جثة تعود لامرأة (40 سنة) من تحت الأنقاض في قرية بالقرب من مدينة خيرسون الجنوبية بعد قصف مدفعي روسي. وأصيب أربعة أشخاص بينهم ثلاثة أطفال، بحسب ما أعلن الحاكم أوليكساندر بروكودين.
وقالت وزارة الصحة إن مستشفى في خيرسون تعرض للقصف، مما أدى إلى إتلاف جناحين ومختبر.
ولم يصب المسعفون والمرضى لأنهم كانوا في الملاجئ. وحذر القائد العسكري الأوكراني أوليكساندر سيرسكي السبت من أن قواته على الأرض "تمنع واحدة من أقوى الهجمات الروسية منذ بدء الغزو الشامل".
إدانة أميركية
أكدت الولايات المتحدة السبت أنها "تدين بشدة" إصدار روسيا حكماً بسجن موظف سابق لدى القنصلية الأميركية في مدينة فلاديفوستوك في أقصى الشرق الروسي.
وقالت وكالات أنباء روسية الجمعة إن حكماً بالسجن لأربع سنوات وعشرة أشهر صدر في حق روبرت شونوف الذي عمل في القنصلية لأكثر من 25 عاماً، بعد إدانته بـ"التعاون سراً مع دولة أجنبية".
واعتبرت وزارة الخارجية الأميركية في بيان شديد اللهجة السبت أن "الإدانة بناء على اتهامات لا أساس لها هي ظلم فاضح".
وجاء في بيان للناطق باسم الخارجية ماثيو ميلر أن الاتهامات "مختلقة تماماً ولا أساس لها".
عمل شونوف في القنصلية الأميركية حتى عام 2021 عندما فرضت موسكو قيوداً على الموظفين المحليين العاملين لدى بعثات أجنبية.
وعمل بعد ذلك متعاقداً خاصاً يجمع البيانات الصحافية من وسائل الإعلام الروسية المتاحة علناً "بامتثال تام للقوانين الروسية"، بحسب وزارة الخارجية الأميركية.
وأوقف في 2023 بشبهة تسليم معلومات سرية لواشنطن في شأن الحرب الروسية في أوكرانيا مقابل المال.
وبحسب الحكم الذي نشر على موقع محكمة بريموري في فلاديفوستوك، ضبط مبلغ 400 ألف روبل (4 آلاف يورو) وجهاز إلكتروني على صلة بالجريمة المرتكبة.
وفي سبتمبر (أيلول) 2023، طردت روسيا أيضاً دبلوماسيين أميركيين اتهمتهما بأنهما عميلا ارتباط تعاونا مع شونوف.
خلال السنوات الأخيرة أوقف عدد من المواطنين الأميركيين وصدرت أحكام بسجنهم لمدد طويلة في روسيا. وتم اعتقال آخرين بانتظار محاكمتهم.
تتهم واشنطن، التي تدعم أوكرانيا عسكرياً ومالياً ضد الحرب الروسية، موسكو بالسعي إلى مبادلتهم بروس موقوفين في الولايات المتحدة.
وتبادلت الولايات المتحدة وروسيا سجناء في عملية تاريخية في أغسطس (آب)، لكن ما زالت روسيا تعتقل عدداً من المواطنين الأميركيين وآخرين مزدوجي الجنسية.