Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
اقرأ الآن

ماذا وراء التلكؤ الإسرائيلي في بدء مفاوضات المرحلة الثانية؟

تل أبيب تستغل تصريحات ترمب الداعمة لموقفها وتسعى لتحقيق أقصى ضغط على الفلسطينيين ومن المرجح أن تكون المفاوضات المرتقبة "صعبة ومعقدة"

ملخص

عن أسباب التلكؤ الإسرائيلي الراهن في ما يتعلق بمفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، يقول السفير محمد بدر الدين زايد مساعد وزير الخارجية المصري السابق، أنه يعود في الأساس إلى استغلال الحكومة الإسرائيلية حالياً للتصريحات والأفكار المربكة التي أثارها الرئيس ترمب وتلميحاته المتكررة بأنه سيعطي الضوء الأخضر مرة أخرى لإسرائيل لمواصلة الحرب

رغم أنها كانت من المقرر لها أن تنطلق في اليوم الـ16 من بدء تطبيق وقف إطلاق النار بغزة الساري منذ الـ19 من الشهر الماضي برعاية مصرية- قطرية- أميركية، يثير التأخر الإسرائيلي في الانتظام بمفاوضات المرحلة الثانية المخاوف حول احتماليات سعي تل أبيب لمعاودة الحرب مرة أخرى ما إن تنتهي المرحلة الأولى من الاتفاق.

وعن أسباب وأهداف المماطلة الإسرائيلية في الانتظام في المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، يتوقع السفير محمد بدر الدين زايد مساعد وزير الخارجية المصري السابق، أن تشهد المرحلة المقبلة "مزيداً من التلكؤ الإسرائيلي"، للوصول لاتفاق نهائي في ما يتعلق بقطاع غزة، موضحاً في مقابلة صوتية مع "اندبندنت عربية"، أن "أسباب هذا التلكؤ تختلف كثيراً عن تلك الأسباب التي دفعت إسرائيل لعدم وقف الحرب طوال 15 شهراً وذلك منذ اندلاعها في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023".

وذكر زايد، أن تل أبيب انتهزت فرصة الحرب لتحقيق أكبر تدمير ممكن للقطاع والعمل على تصفية القضية الفلسطينية، فضلاً عن حرص رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على التهرب من استحقاقات داخلية صعبة، على حد قوله، معتبراً أنه "من هنا كانت المماطلة والتراجع الإسرائيلي المتواصلين اللذين شهدناهما طوال أشهر الحرب إزاء الجهود المستمرة لوقفها".

ويتابع زايد، "في النهاية جاءت الاستجابة الإسرائيلية لوقف إطلاق النار وعلى رغم كونها متأخرة، فإنها كانت نتيجة تراكم عوامل متعددة منها الضغوط الأميركية، وحرص قيام الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترمب على تأكيد رغبته في إنهاء الحرب سريعاً قبل وصوله إلى البيت الأبيض، فضلاً عن حال الاستياء الدولي الواسعة، وقرارات المحاكم الدولية، التي وإن كانت تبدي إسرائيل والولايات المتحدة استهانتها بها، لكنها تدرك في الوقت نفسه خطورة تراكم هذه الأحكام في تحقيق مزيد من العزلة لتل أبيب ولرئيس وزرائها نتنياهو دولياً".

وعن أسباب التلكؤ الإسرائيلي الراهن في ما يتعلق بمفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، ذكر زايد، أنه يعود في الأساس إلى "استغلال الحكومة الإسرائيلية حالياً للتصريحات والأفكار المربكة التي أثارها الرئيس ترمب وتلميحاته المتكررة بأنه سيعطي الضوء الأخضر مرة أخرى لإسرائيل لمواصلة الحرب، وهو ما انعكس في مماطلة إسرائيلية في شأن مواصلة مفاوضات وقف إطلاق النار"، وتابع "رغم كل ذلك، يبقى التقدير المرجح أن مسألة استئناف الحكومة الإسرائيلية حربها بنفس معدلات التدمير السابقة قد ازدادت صعوبة، وذلك نظراً إلى الأسباب السابقة التي أجبرتها على قبول الصفقة الحالية والتوصل إلى وقف إطلاق النار من الأساس".

اقرأ المزيد

ويمضي بالقول، "ستتضح كثير من الأمور خلال الفترة القصيرة المقبلة، التي ستتوقف على شكل التفاعلات التي ستلي طرح خطط إعادة الإعمار المصرية والتي تشكل بذاتها وبمكوناتها وما هو متوقع من أنها ستحصل على دعم دولي واسع، عنصر ضغط على إسرائيل"، مضيفاً "خلال هذه المرحلة الانتقالية قد نواجه أكثر من سيناريو مختلف من بينها احتمالية تصعيد إسرائيلي محدود أو بدرجات مختلفة لمواصلة التضييق والضغط على الشعب الفلسطيني"، ويختتم حديثه بالقول، في مقابل هذا السيناريو الإسرائيلي، ستكون هناك ضغوط دولية وعربية ومصرية عكسية للسماح بدخول المساعدات أيضاً وبكميات متفاوتة لحين بدء مفاوضات أكثر جدية"، معتبراً أنه "في جميع الأحوال من الواضح أن المفاوضات المقبلة ستكون صعبة وستستغرق بعض الوقت".

وبالتوازي مع إعلان قطر، اليوم الثلاثاء، أن محادثات المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار في غزة "لم تبدأ رسمياً بعد"، أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، أن تل أبيب ستبدأ المفاوضات في شأن المرحلة الثانية، مضيفاً أن بلاده تطالب بإخلاء القطاع من السلاح تماماً.

وقال ساعر في مؤتمر صحافي، إن إسرائيل لا تقبل وجود نموذج "حزب الله" في غزة "بالتالي نحتاج إلى إخلاء غزة من السلاح تماماً ومن أي وجود للسلطة الفلسطينية". وأشار إلى أن إسرائيل على علم بخطة بديلة لغزة تضعها دول عربية في مواجهة اقتراح الرئيس الأميركي دونالد ترمب بتطوير القطاع تحت السيطرة الأميركية، وذكر أن تل أبيب لن تدعم خطة لنقل السيطرة المدنية على غزة من حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) إلى السلطة الفلسطينية.

Listen to "ما المنتظر في مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة؟" on Spreaker.

المزيد من متابعات