Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
يحدث الآن

ركام غزة قد يزيد مساحتها 14 كيلومترا مربعا

الجهات المتخصصة لا تزال عاجزة عن التعامل معه والخطة العربية لإعادة الإعمار تقضي بإلقائه في البحر لتوسعة القطاع

إذا حصلت غزة على الموافقة السياسية لإعادة الإعمار فإنها تفتقد خطة للتعامل مع كل هذا الركام (مريم أبو دقة)

ملخص

بعد تقليص إسرائيل مساحة القطاع، فإن الخطة العربية وجدت حلاً للتخلص من الركام، وفي الوقت نفسه زيادة مساحة غزة، إليكم تفاصيل أنقاض غزة والحل العربي المطروح للتعامل مع هذه المشكلة.

على جبل من الخرسانة يقف أمين، يحاول شق طريق أو ممر ضيق ليصل إلى خرطوم المياه الذي يغذي بيته، ينظر إلى أكوام الركام تحت قدميه بما فيها من طبقات أسقف كاملة وأعمدة ضخمة، حينها يصاب باليأس فيقول إن "جبال الخرسانة هذه تجثم على صدري".

يلقي أمين المجراف والمطرقة التي يحملهما بيديه نحو جبل الركام الضخم، ويضيف "لا يمكن تحريك هذه الحجارة بواسطة هذه المعدات البسيطة، إن أنقاض البيوت تشكل عبئاً على حياتنا، لقد أصبحت أحسب ألف حساب قبل أي مهمة بسبب صعوبة التحرك في الشوارع المليئة بالركام".

55 مليون طن

في كل شارع من شوارع قطاع غزة شنت إسرائيل غارة جوية دمرت فيها منازل وخلفت ركاماً وأنقاضاً، وباتت هذه الحجارة المتناثرة والمكدسة تشكل خطراً إضافياً على السكان، يوضح أمين أنه يشعر بقلق متواصل على أطفاله نتيجة تلك الأكوام المليئة بأسياخ الحديد والأخشاب والمسامير والزجاج.

في الحرب الإسرائيلية المدمرة على غزة مسحت آلة القتل أحياء كاملة من الخرائط الجغرافية، وخلفت أطناناً ضخمة من الركام، وباتت هذه الأنقاض مشكلة حقيقية أمام حياة السكان وعملية إعادة الإعمار.

بحسب اتحاد بلديات قطاع غزة، فإن الدمار في غزة خلف 55 مليون طن من الركام، ويقع ثلث هذه الأنقاض في مدينة غزة وحدها، التي تعد المحافظة المركزية والمكتظة بالسكان، وفيها مركز الخدمات الحكومية.

اقرأ المزيد

مع دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، بدأت بلديات غزة التعامل مع هذا الركام، يقول منسق اتحاد بلديات قطاع غزة حسني مهنا "تقتصر عمليات إزالة الركام الحالية على فتح بعض الطرق الرئيسة، وتنظيف الشوارع لتسهيل حركة المارة، فيما لا تزال عمليات إزالة الأنقاض والأبنية الثقيلة مجمدة".

يوضح مهنا أن الجهات المتخصصة لا تزال حائرة وعاجزة عن التعامل مع الأنقاض، إذ تبحث في الوقت الحالي عن أماكن موقتة لنقل الركام ولا تستطيع توفيرها، مشيراً إلى أن التحدي الأكبر يكمن في طرق الاستفادة من هذا الكم الكبير من الأنقاض.

ويضيف "إزالة الركام من غزة عملية معقدة ومحفوفة بالأخطار، فتحته ذخائر لم تنفجر بعد، وجثامين ضحايا مفقودين ومخلفات بناء مثل الأسمنت والخرسانة والحديد والطوب، ومخلفات مختلفة كالأسبستوس ومواد كيماوية، ومقتنيات مدنية مثل الأثاث والبلاستيك والمعادن المختلفة".

حلول مرهقة

لا يمكن لغزة البدء في إزالة الركام، يقول ذلك وزير الأشغال العامة والإسكان بالحكومة الفلسطينية عاهد بسيسو، مضيفاً "هذه خطوة سياسية وليست مجرد عملية فنية، البدء بهذه الخطوة يحتاج إلى موافقة إسرائيلية واتفاق دولي في شأن إعادة الإعمار".

وإذا حصلت غزة على الموافقة السياسية لإعادة الإعمار وإزالة الأنقاض، فإنها تفتقد خطة واضحة للتعامل مع كمية الركام، يقول الباحث في هندسة المدن المعمارية عز الدين المدهون "توزع كميات الركام بصورة كبيرة في مختلف المناطق، ولكن لا توجد إجابة واضحة لسؤال ماذا سنفعل بهذه الأنقاض عند تجميعها".

ويوضح المدهون أن ثمة اقتراحات عرضت على وزارة الأشغال العامة والإسكان حول طرق الاستفادة من الأنقاض، وتتلخص في تكسير الركام وطحنه وإعادة صناعة حجر البناء، أو استخدام الردم في عملية رصف الطرق ضمن المواد الخام التي تدخل في هذه العملية.

في الواقع هذه الحلول مرهقة ومكلفة مادياً وتحتاج إلى وقت طويل في التنفيذ، بينما غزة في عجلة من أمرها في ملف إعادة البناء والإعمار، والظاهر أن ملف الركام الذي يعد معضلة واقعية حظي باهتمام كبير، إذ وجد له العرب حلولاً عملية.

 

 

في الخطة العربية التي أعدتها مصر لإعادة إعمار غزة، خصص فصل كامل للركام، وتناول هذا المحتوى فكرة واحدة هي إعادة تدوير الأنقاض ضمن مرحلة التعافي، واستخدام هذه الحجارة للردم في البحر وزيادة مساحة القطاع بنحو اثنين في المئة، أي بواقع 14 كيلومتراً مربعاً.

وتظهر خطة إعادة الإعمار خرائط جغرافية جديدة لغزة تغير فيها الرسم الجغرافي للقطاع، إذ بات هناك ما يعرف بـ"الأرض المكتسبة" وهي نتيجة دفن جزء من البحر باستخدام الركام الناتج من تدمير القطاع.

يقول وزير الأشغال العامة والإسكان عاهد بسيسو إن "ردم البحر أفضل حل للتعامل مع ركام غزة، إنه يسهم في حل مشكلة بيئية، ويساعد على إعادة الإعمار بطريقة سريعة وزيادة مساحة غزة، وهذا ما يحتاج إليه القطاع فعلياً".

زيادة مساحة غزة

قبل حرب القطاع كانت مساحة غزة الإجمالية تساوي 365 كيلومتراً مربعاً، لكن أثناء الحرب تقلصت هذه المساحة، إذ سيطرت إسرائيل على أجزاء من القطاع تحت ذريعة إقامة مناطق آمنة ورسمت حدوداً جديدة لغزة، إثر ذلك تقلصت المساحة إلى 300 كيلومتر مربع.

يقول بسيسو "مع طمر البحر فإن مساحة غزة تزيد، وبحسب خطة التخلص من الركام فإننا سنبدأ في نقل الخرسانة الكبيرة إلى شاطئ ضحل وبه أمواج قليلة منخفضة، ونبدأ في عملية ردم مساحة 14 كيلومتراً مربعاً من البحر".

ويوضح أنه بعد التخلص من الهياكل الخرسانية الضخمة، سنبدأ في نقل الركام الأصغر في الحجم، ويوضع فوق الكتل الكبيرة لسد الفراغات، ثم نجهز عمليات الاستصلاح النهائية، وهنا ينتج لدينا امتداد للأرض داخل البحر.

ويشير إلى أن ما ورد في الخطة العربية يسهم في إعادة إعمار غزة بسرعة، وبدلاً من التخلص من الركام في خمسة أعوام يمكن القيام بذلك في غضون أشهر معدودة، لافتاً إلى أن توسعة مساحة القطاع ستغضب إسرائيل التي تريد تضييق الأرض على أصحابها.

المزيد من متابعات