ملخص
كشفت وثيقة أن جيمس ماكورد الذي أدين لتورطه بفضيحة ووترغيت، لعب دوراً أساسياً حين كان موظفاً في وكالة الاستخبارات المركزية بتطوير تقنية "المسح الفلوري" التي مكّنت الـ"سي آي أي" للمرة الأولى من "اكتشاف أجهزة تنصت تقنية مخفية" بشكل سريع وفوري.
كشفت الدفعة الأخيرة من الوثائق المتعلقة باغتيال الرئيس الأميركي جون كينيدي والتي نشرتها إدارة دونالد ترمب أول من أمس الثلاثاء، الكثير عن ملفات وقضايا غير مرتبطة مباشرةً بعملية الاغتيال، لكنها تلقي الضوء على كواليس ودهاليز عمل أجهزة الأمن الأميركية، ولا سيما وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي).
وفي هذا السياق، أظهرت إحدى الوثائق أن جيمس دبليو ماكورد جونيور، رئيس الأمن في الحملة الانتخابية للرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون والذي أدين في قضية فضيحة ووترغيت، كان له دور أساسي في تطوير تقنية أتاحت لوكالة الاستخبارات المركزية اكتشاف أجهزة التنصت المخفية.
قبل انضمامه لحملة نيكسون الانتخابية، كان ماكورد موظفاً رفيع المستوى في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية. وقد أظهرت وثيقة توصية بمنحه شهادة تميّز مؤرخة في الرابع من أغسطس (آب) 1966، أنه لعب دوراً أساسياً في تطوير تقنية "المسح الفلوري" التي مكّنت الـ"سي آي أي" للمرة الأولى من "اكتشاف أجهزة تنصت تقنية مخفية" بشكل سريع وفوري.
وتشير الوثيقة إلى أن ماكورد، الذي كان رئيساً للقسم التقني في مكتب الأمن في المقر الرئيسي لوكالة الاستخبارات المركزية، قد أشرف منذ ديسمبر (كانون الأول) 1965 حتى مايو (أيار) 1966، على جهود فريقه لتطوير هذه التقنية التي وصفت بالـ"الاختراق" العلمي. وأضافت الوثيقة أن وكالات الاستخبارات أنفقت "مبالغ طائلة" لتطوير هذه التقنية.
كما جاء في الوثيقة أن ماكورد وفريقه، الذي ضم شخصين آخرين، طوروا أيضاً حقائب تسمح بنقل معدات تقنية "المسح الفلوري" بشكل سهل ومموّه، ما يسمح بإدخالها إلى المكاتب والمباني من دون إثارة الشبهات، وأسهموا بالتالي "بشكل كبير في الاستخدام السري لهذه التقنية عالمياً".
وذكرت الوثيقة أن هذه التقنية مكنت وكالة الاستخبارات المركزية للمرة الأولى من إجراء "مسح سريع في الوقت الفعلي للجدران الداخلية الكبيرة وأثاث الغرف والأشياء بحثاً عن الاختراقات التقنية المعادية".
ويبدو أن ماكورد استفاد من خبراته في وكالة الاستخبارات المركزية في عمله لاحقاً مع حملة نيكسون الانتخابية، إذ أدين لتورطه في فضيحة ووترغيت التي اتُهم فيها فريق الرئيس الجمهوري بزرع أجهزة تنصت داخل مكاتب الحزب الديمقراطي المنافس في مبنى ووترغيت.
قبض على ماكورد وأربعة آخرين أثناء اقتحامهم الثاني لمقر الحزب الديمقراطي في 17 يونيو (حزيران) 1972، وأكد في إفاداته أن البيت الأبيض كان على علم بعمليات الاقتحام ووافق عليها ثم عمد إلى التستر عليها. وبفضل تصريحات ماكورد، تعقب محققو ووترغيت خيوطاً أخرى كثيرة أدت في النهاية إلى استقالة نيكسون.