Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
يحدث الآن

صانعو السيارات أكبر الخاسرين في حرب ترمب التجارية

الرسوم الجمركية ستقلص أرباح "بي أم دبليو" مليار دولار هذا العام و"أودي" ستخفض 7500 وظيفة

من بين الضحايا الأوائل للرسوم الجمركية بنسبة 25 في المئة سيارة "أودي كيو5" (رويترز)

ملخص

اعتمدت كل من شركة "فورد موتور" و"جنرال موتورز" على الواردات من الصين لدعم مبيعات علاماتها التجارية الفاخرة

كانت سيارة "بي أم دبليو" الفئة الثالثة (BMW 3 Series) ذات يوم على رأس قائمة السيارات الفاخرة الأكثر مبيعاً في العالم، واليوم، أصبحت هذه السيارة الرياضية الصغيرة على قائمة السيارات غير المرغوب فيها وأضحت ضحية للرسوم الجمركية.

نحو دزينة من الطرازات الأجنبية، بما في ذلك "بي أم دبليو 3" الرياضية والمتوفرة بأسعار معقولة نسبياً، أصبحت محاصرة في حرب التجارة التي شنتها إدارة ترمب، ويعود ذلك إلى أن سيارات "بي أم دبليو" الألمانية المصنعة في مصنع مكسيكي لا تتوافق مع قواعد اتفاق التجارة الحرة بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا، التي منح بموجبها كثير من شركات السيارات فترة راحة من الرسوم الجمركية الجديدة بنسبة 25 في المئة التي دخلت حيز التنفيذ في وقت لاحق من هذا الشهر.

وحتى وقت قريب، كانت سلاسل سيارات "بي أم دبليو 3" تخضع فقط لرسوم قدرها 2.5 في المئة عند استيرادها إلى الولايات المتحدة، لكن الآن، أعلنت شركة "بي أم دبليو" أن السيارة، التي يبلغ سعرها 47 ألف دولار، تخضع لرسوم جمركية بنسبة 27.5 في المئة، مما قد يضيف أكثر من 10 آلاف دولار إلى سعرها.

لكن في الوقت الحالي، لن تُحمل شركة "بي أم دبليو" هذه الكلفة الإضافية على العملاء، إذ أكدت الشركة لوكلائها أنها ستتحمل كامل الرسوم الجمركية الإضافية بنسبة 25 في المئة حتى الأول من مايو (أيار) المقبل، بحسب ما أخبر قسم "بي أم دبليو" في أميركا الشمالية الوكلاء.

وقال توم ديفيليس الثالث، الذي يملك شركة "سيركل بي أم دبليو" في إيتاونتاون، نيوجيرسي، لصحيفة "وول ستريت جورنال"، "وعد الشركة بتحمل الرسوم الجمركية يعد راحة كبيرة، في الأقل لبعض الوقت، لكن من يدري ماذا سيحدث بعد ذلك؟".

مصنع المليار دولار

واستخدمت "بي أم دبليو" الفئة الثالثة "سيدان" الرياضية في مشهد مطاردة في أحد أفلام "مهمة مستحيلة"، وكان الطراز شائعاً للغاية لدرجة أنه كان يشكل أكثر من 40 في المئة من إجمال المبيعات قبل أن تزداد شعبية السيارات الرياضية المتعددة الاستخدامات (SUVs) على حساب سيارات "سيدان" في الأعوام الأخيرة.

وعام 2019 افتتحت "بي أم دبليو" مصنعها الجديد في المكسيك، حيث تُجمع السيارة من الفئة الثالثة هناك، وأنفقت الشركة أكثر من مليار دولار على المصنع، وفي العام التالي دخل اتفاق التجارة الحرة بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا (USMCA) حيز التنفيذ، مما يتطلب أن تأتي نسبة معينة من أجزاء السيارة من أميركا الشمالية، إلى جانب قواعد أخرى.

من جانبه رفض متحدث باسم "بي أم دبليو" التعليق على أي تعديلات محتملة في الإنتاج أو الاستيراد، وللشركة مصنع تجميع في سبارتانبورغ، ساوث كارولينا، إذ تصنع سيارات الـSUV، لكنها قد لا تمتلك المساحة اللازمة لتحويل إنتاج "بي أم دبليو" الفئة الثالثة "سيدان" إلى هناك، وفقاً لما ذكره المحلل في "بيرنشتاين"، ستيفن رايتمان الذي أشار إلى أن شحن السيارات من أوروبا قد يكون خياراً آخر.

وعام 2024 نقلت شركة "بي أم دبليو" نحو 150 ألف سيارة من الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة، بما في ذلك بعض طرازات "بي أم دبليو" الفئة الثالثة المصنوعة في ألمانيا، لكن الشركة تواجه خطر تعرضها لمزيد من الرسوم الجمركية من تهديدات ترمب بإضافة رسوم جديدة على السلع المرسلة من الاتحاد الأوروبي.

وقال ديفيليس، وكيل "بي أم دبليو" في نيوجيرسي، إنه كان يهتم سابقاً فقط بالبلدان التي تصنع سياراته لأنها كانت تؤثر في مواعيد التسليم للعملاء، لكن هذا تغير أخيراً، وأضاف "التفاصيل الدقيقة في سلسلة توريد بي أم دبليو، لم أكن أكثر وعياً بها حتى الآن".

الأرباح تتلقى ضربة

وقالت شركة "بي أم دبليو" الأسبوع الماضي إن الرسوم الجمركية الجديدة ستقلص أرباحها بنحو مليار دولار هذا العام، وأكدت الشركة أنها قد تحاول نقل مزيد من أعمال مصانعها إلى أميركا الشمالية جزئياً لتلبية متطلبات اتفاق التجارة الحرة.

ومن بين الضحايا الأوائل للرسوم الجمركية بنسبة 25 في المئة سيارة "أودي كيو5" (Audi Q5) الرياضية المتعددة الاستخدامات، التي تُصنع في مصنع الشركة الألمانية في المكسيك، وبسعر يبدأ من نحو 40 ألف دولار، وتُعد "أودي كيو5" الطراز الأكثر مبيعاً في الولايات المتحدة من "أودي"، إذ تمثل ما يقرب من ثلث إجمال مبيعات سياراتها في الولايات المتحدة العام الماضي.

اقرأ المزيد

وقال متحدث باسم "أودي"، التي تعد العلامة التجارية الفاخرة لشركة "فولكس فاغن"، إن الشركة تقيّم ما يجب أن تكون خطواتها التالية في هذا الموقف المعقد، وأضافت "أودي" أنها ستخفض 7500 وظيفة على مدى أعوام عدة بهدف تقليص الكلفة وتحسين الإنتاجية.

وعندما علّقت إدارة ترمب الرسوم الجمركية الجديدة لكثير من شركات السيارات حتى الثاني من أبريل (نيسان) المقبل، تركت نحو 12 طرازاً، تمثل نحو 300 ألف سيارة مبيعة في الولايات المتحدة العام الماضي، معرضة لتلك الرسوم، ويمثل ذلك نحو اثنين في المئة من إجمال مبيعات السيارات في الولايات المتحدة، وفقاً لبيانات الصناعة.

معضلة الصين

حتى الآن، يتحمل صانعو السيارات الفاخرة الجزء الأكبر من تبعات نظام الرسوم الجمركية الذي فرضه ترمب، وبعيداً من الضرائب المفروضة على الواردات من المكسيك وكندا، هناك رسوم بنسبة 20 في المئة على الواردات الصينية التي دخلت حيز التنفيذ على مراحل. وتأثرت بذلك شركة "فولفو"، العلامة التجارية السويدية التي تمتلكها الآن شركة "جيلي الصينية"، والتي كانت تستورد من الصين طراز S90 "سيدان" وسيارة EX30"" الكهربائية.

وكان طراز "EX30" خضع لرسوم جمركية بنسبة 100 في المئة على السيارات الكهربائية المصنوعة في الصين التي فرضتها إدارة بايدن العام الماضي، وفقاً لما ذكره متحدث باسم شركة "فولفو"، والآن جرى فرض الرسوم الإضافية بنسبة 20 في المئة.

وقال المتحدث باسم "فولفو" إن الشركة تخطط لبدء استيراد الطرازات من مصنع في بلجيكا في وقت لاحق من هذا العام، لتجنب الرسوم الجمركية على الواردات من الصين، على رغم أن إدارة ترمب أبدت إشارات بأن الضرائب على السيارات الأوروبية المستوردة قد تكون قيد التنفيذ أيضاً.

وقالت شركة "لوتس إيكنولوجي"، ومقرها الصين وتبيع سيارة "هيدروجين كهربائية فائقة" بسعر 230 ألف دولار تحت علامة السيارات الرياضية الشهيرة "لوتس" (Lotus)، إنها أخذت الرسوم الجمركية في الاعتبار بالفعل، وفقاً لما ذكره متحدث باسم الشركة.

واعتمدت كل من شركة "فورد موتور" و"جنرال موتورز" على الواردات من الصين لدعم مبيعات علاماتها التجارية الفاخرة العام الماضي، وفقاً للبيانات الصناعية، وشكلت سيارة "فورد Lincoln Nautilus SUV" التي تُصنع في الصين، نحو ثلث مبيعات العلامة التجارية في الأشهر الأخيرة، أما علامة "جنرال موتورز بويك" فاعتمدت على سيارة "Envision SUV" المصنوعة في الصين التي شكلت نحو ربع مبيعاتها.

ورفضت شركة "فورد" التعليق، وقال متحدث باسم "جنرال موتورز" إن الرسوم الجمركية على الصين لا تشكل "أثراً مالياً كبيراً" في أعمالها العامة.