ملخص
توماس توخيل يبدأ عهده مع المنتخب الإنجليزي بأسلوب صريح وحازم مع التركيز على رفع المعايير وتعزيز التفاعل بين اللاعبين. تصريحاته المباشرة عن راشفورد وفودين أثارت جدلاً، لكنها تعكس رؤيته لتحقيق النجاح في كأس العالم من خلال تحفيز الفريق ودفعه إلى أقصى حد.
على رغم الضجة التي أثارتها تصريحات توماس توخيل عن ماركوس راشفورد وفيل فودين اعترف المدرب الجديد للمنتخب الإنجليزي بأنه "فوجئ" بالجدل. هو لم يعتبر ذلك نقداً، مما قد يشير إلى أحد أكبر التحولات في أسلوب المدرب البالغ من العمر 51 سنة.
وصرح توخيل بصراحة، "أنا فقط أقدم تحليلي للفريق، أحياناً أتفاجأ بما يحاول الناس استنتاجه، وكأن ماركوس وفودين يجب أن يشعروا بالإهانة مما قلته".
صدق ديكلان رايس على كلام مدربه، قائلاً إنه يفضل هذا الأسلوب المباشر، "هذه كرة قدم دولية على أعلى مستوى".
بمعنى آخر، هناك خط يجب تجاوزه كما يقول رايس نفسه. إنجلترا أصبحت قريبة جداً من تحقيق هذا الهدف، وقد تحتاج إلى مزيد من الصراحة للوصول إليه، وهذا هو جوهر تعيين توخيل، وهو منح اللاعبين تلك الدفعة الإضافية التي كانت تنقصهم.
وأوضح رايس، "من خلال العمل مع المدرب هذا الأسبوع، هو لن يتسامح مع أي هراء، هو يعلم أنه هنا ليفوز بكأس العالم، ولتحقيق ذلك، عليك أن تدفع الجميع، ويجب أن تشعر بعدم الراحة. إذا كنت مرتاحاً للغاية، فلن تصل إلى أي مكان".
في هذا السياق، ألقى توخيل كلمة قصيرة للفريق قبل غداء الأحد، قائلاً، "بكل احترام، هذا لا يتعلق بالفوز على لاتفيا بأية طريقة. هذا يتعلق بمعاييرنا: كيف نفوز وكيف نلعب وكيف نفرض أنفسنا ونستحق الفوز على لاتفيا، الهدف هو رفع المعايير".
يثير هذا الحديث مقارنات مع حقبة غاريث ساوثغيت، وتساؤلات عما إذا كان لطيفاً أكثر من اللازم، وقد تلقى رايس أسئلة عدة عما إذا كان النظام السابق "ودوداً أكثر من اللازم"، وهو ما يعكس طبيعة التغيير عندما لا يصل الفريق إلى أهدافه.
جزء من هذا يعود أيضاً لرؤية المدرب الجديد، إذ يركز توخيل دائماً على كيمياء الفريق وكيفية تفاعلها، وهذا هو المدرب الذي استخرج أفضل نسخة من نيمار في باريس سان جيرمان الفرنسي.
هو يؤمن بشدة بفكرة "التفاعلات" ومساعدة اللاعبين لبعضهم خلال المباريات من خلال كلمات التشجيع البسيطة، والهدف هو ألا يشعر اللاعبون بأنهم أفراد معزولون، وأظهر بحث توخيل وجود 60 لحظة تفاعل في الشوط الأول من نهائي "يورو 2024" أمام إسبانيا، مقابل 35 فقط في الشوط الثاني.
وأضاف رايس، "هذه لحظات حاسمة يمكن أن تغير مجريات المباراة، توخيل محق في ذلك".
هذا التراجع هو أحد الأسباب الرئيسة لاستدعاء قائد ليفربول السابق جوردان هندرسون ليلعب دوراً محورياً في هذه التفاعلات، إذ يحرص على مشاركة جميع الزملاء، وقد أعجب اللاعبون الجدد في الفريق به بشدة، حيث قد يكون هذا العنصر الذي كان مفقوداً في الصيف.
وقال رايس، "هندرسون من أفضل القادة الذين رأيتهم، أنا أحب اللعب معه، فهو يساعدك كثيراً".
لكن الأمر يتجاوز مجرد التشجيع والتصفيق، فالزملاء يعتبرون هندرسون حاسماً في وضع المعايير، حتى في مستوى الاحترافية في التدريبات.
وأردف رايس، "الأمر يتعلق بدفع بعضنا إلى أقصى حد لاستخراج أفضل ما لدينا، لكل منا مسيرة واحدة فحسب، ونحن خسرنا بالفعل نهائيين، وكلنا نتقدم في العمر".
لم يشكل توخيل بعد مجوعة القيادة، مفضلاً ترك الأفراد يمارسون تأثيرهم داخل الفريق، وقليلون هم من يبرزون في هذا الجانب مثل جود بيلينغهام، المعروف بحديثه المباشر والصريح، وهو أيضاً بطل أوروبا حالياً مع ناديه، وهو أمر ذو صلة عند الحديث عن المعايير.
لكن هناك همسات بأن هندرسون استدعي بالفعل لموازنة هذا التأثير، على رغم أن مباشرة مهاجم ريال مدريد قد تكون جزءاً مما هو مطلوب، وقد أشار توخيل إلى ذلك ببعض العبارات الواضحة قائلاً، "اللاعبون متطلبون كثيراً، وأنا أشجعهم على ذلك - بحدود معينة وباحترام، أنا أشجع المجموعة على تحديد معاييرها الخاصة في كيفية التحدث مع بعضها وما تطلبه من بعضها لدفع بعضها بنسبة 100 في المئة".
"في فريق كرة قدم، أثناء مناقشة الفيديو أو تحليل المباراة، على الجميع تقبل اللحظة التي يرى نفسه خارج الموضع الصحيح، ويتقبل قول المدرب: هذا ليس ما أريده منك، أريدك هنا، أريدك أن تفعل هذا بطريقة مختلفة. هذا يبقى أمراً محترماً، إذ لا يمكننا تقديم كل الانتقادات في غرف معزولة".
وعند الحديث عن القادة، قال توخيل إن الأمر "أحياناً يساء فهمه. نعتقد أن القائد يجب أن يبدو جيداً، يتحدث بطلاقة أمام الكاميرات، لكنه يصبح شخصاً صارماً في التدريبات. يفوز بجائزة الكرة الذهبية ويسجل ويدافع ويبدو لاعباً رائعاً! لكن الأمر ليس كذلك. يجب أن تكون هناك مجموعة، لأن الفريق 26 لاعباً ولا يمكن أن يعتمد على شخص واحد".
"الأمر يتعلق بتحديد الأدوار ووضوح التوقعات، وعدم وجود غيرة بين اللاعبين، وأن يسمعوا الانتقادات أمام بعضهم ويعلموا أن المسؤولية على عاتقهم. لدينا شخصيات كافية ومهارات كافية وقادة مختلفون لقيادة هذه المجموعة".
كان هناك انطباع بأن لغة الجسد في "يورو 2024" لم تكن إيجابية دائماً، وهو ما يعترف به رايس.
وقال لاعب الوسط "أعلم أن هذا قد يبدو وكأنه تحليل من خلال الحركات وقد يبدو سلبياً، لكنه يعتمد أيضاً على نية اللاعب في طلب الأفضل للفريق ودفع الآخرين. هذا ما شعرت به في اليورو".
ويشير رايس إلى وثائقي شاهده عن مانشستر سيتي - وهو أمر لافت كقائد في أرسنال - وكيف كان لديهم أصوات عدة تدفع الفريق.
"أفضل الفرق الفائزة لم يكن لديها قائد واحد، بل أربعة أو خمسة أو ستة يستطيعون دفع المجموعة. توخيل كان ممتازاً في هذا، هذا نقد بنَّاء".
وهذا هو ما يهدف إليه توخيل، وهذا هو السبب في أن الناس قد يحتاجون إلى التعود على ما يبدو أنه صراحة مفرطة.
وقال توخيل عن راشفورد وفودين، "هم يعرفون جيداً أنهم لم يحققوا التأثير الذي يتوقعونه من أنفسهم. لا توجد رسالة أخفيها عبر الصحافة، أو لم أقلها لهم مباشرة".
هذا لم يعد يتعلق بالتطوير التدريجي. الأمر يتعلق بالتحقيق الفعلي، بغض النظر عن مدى صراحة الطريقة.
© The Independent