ملخص
"إنه لأمر مقلق للغاية وأن 1,4 مليون امرأة حامل ومرضعة يعانين سوء التغذية... وأكثر من نصف السكان يعتمدون على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة".
أفاد موقع "أنصار الله" التابع للمتمردين الحوثيين اليوم الأربعاء بوقوع 17 غارة في الأقل على محافظتي صعدة وعمران في شمال غربي اليمن، محملاً الولايات المتحدة مسؤولية الهجمات.
وذكر الموقع أن "طيران العدوان الأميركي شن الأربعاء سلسلة غارات جوية عدوانية على محافظتي صعدة وعمران".
ونقل عن مصدر أمني قوله أن "طيران العدوان شن 17 غارة جوية على مناطق متفرقة من محافظة صعدة، بينها غارتان شرق المدينة وثلاث غارات على مديرية آل سالم، وست غارات على مديرية سحار خلفت أضراراً مادية بممتلكات المواطنين".
ومنذ الـ15 من مارس (آذار) الجاري، تشن الولايات المتحدة ضربات جوية كثيفة ضد الحوثيين الذين قالوا إنهم ردوا باستهداف حاملة طائرات أميركية في البحر الأحمر مرات عدة.
وفي ذاك اليوم، وجهت الولايات المتحدة ضربات جوية عدة قالت إنها أودت بحياة مسؤولين كبار في الحركة التي أعلنت من جهتها مقتل 53 شخصاً جراء الغارات الأميركية.
ومذاك، تشهد المناطق التي تسيطر عليها الجماعة في اليمن غارات أميركية بوتيرة شبه يومية.
نصف مليون طفل بعانون سوء التغذية
من جهة اخرى حذرت منظمة "يونيسيف"، أمس الثلاثاء، من أن أكثر من نصف مليون طفل في اليمن يعانون من أخطر أشكال سوء التغذية المسبب للموت.
وقال ممثل "يونيسيف" في اليمن، بيتر هوكينز، خلال مؤتمر صحافي متحدثاً من العاصمة صنعاء، إن الصراع في اليمن "أزمة تتسم بالجوع والحرمان، واليوم، بتصعيد مقلق".
وأشار إلى أن "طفلاً من بين كل طفلين دون سن الخامسة يعاني حالياً من سوء التغذية الحاد"، بما في ذلك "أكثر من 537 ألفاً يعانون سوء التغذية الحاد الشديد"، وهو الشكل الأكثر فتكاً لسوء التغذية.
وأضاف هوكينز، أنه "وضع مروّع يهدد حياة الأطفال ومن الممكن تماماً منعه". وأوضح أن "سوء التغذية يضعف الجهاز المناعي، ويؤخر النمو، ويحرم الأطفال من إمكانياتهم".
وقال، "في اليمن، لا يتعلق الأمر بأزمة صحية فقط، بل هو حكم بالإعدام على آلاف الأشخاص".
وتابع، "إنه لأمر مقلق للغاية، وأن 1,4 مليون امرأة حامل ومرضعة يعانين من سوء التغذية... وأكثر من نصف السكان يعتمدون على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة".
تسببت الحرب الأهلية في اليمن منذ عام 2014 في مقتل مئات الآلاف وأحدثت واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، وفقاً للأمم المتحدة.
ورغم "الظروف التشغيلية الصعبة للغاية، وغالباً ما تكون خطرة، يستمر يونيسف في العمل ميدانياً"، بحسب ما يؤكد ممثلها، مبيناً أن الوكالة الأممية بحاجة إلى 157 مليون دولار إضافية لعام 2025.
وعند سؤاله عن التأثيرات المحتملة للضربات الأميركية الأخيرة ضد الحوثيين في اليمن على أنشطة "يونيسف"، أشار هوكن إلى أنها "موجهة بدقة".
وقال، "لحسن الحظ، لم تستهدف الضربات الجوية الأخيرة البنية التحتية مثل الموانئ أو مجالات أخرى تؤثر علينا مباشرة"، لكنه أضاف، "أما بالنسبة لأولئك القريبين، فإن الأمر صادم بشكل لا يصدق".
وأضاف، أن "ثمانية أطفال قُتلوا في الضربات الجوية الأخيرة في شمال اليمن".
تهدف الضربات الأميركية إلى تحييد تهديدات الحوثيين في البحر الأحمر، وهي منطقة بحرية حيوية للتجارة العالمية، حيث شن المتمردون اليمنيون عديداً من الهجمات منذ نهاية عام 2023، مؤكدين أنهم يستهدفون السفن المرتبطة بإسرائيل تضامناً مع الفلسطينيين.