Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ماكرون يمنح الأحزاب وقتا للتسوية واليسار يتعجل الحكم

اعتبر أن أحداً لم يفز في الانتخابات بسبب غياب الغالبية المطلقة و"التجمع الوطني" يتهمه بانعدام المسؤولية

خلال تصويته في الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية الفرنسية، 7 يوليو 2024 (أ ف ب)

ملخص

في غياب الرئيس يواجه قادة "الجبهة الشعبية الوطنية" صعوبة في التوافق على اسم يرشحونه لرئاسة الوزراء، وقال الشيوعي فابيان روسيل لصحيفة "ليبيراسيون"، "إن صبري بدأ ينفد"، فيما أقرت ساندرين روسو من حزب الخضر بـ "أننا نهدر وقتاً طويلاً".

لا تزال فرنسا منشغلة بمفاوضات ما بعد الانتخابات التشريعية بين ثلاث كتل لا يملك أي منها الغالبية المطلقة، وفي حين يريد الرئيس إيمانويل ماكرون أن يمنح الأحزاب وقتاً، يستعجل "اليسار" الذي تصدر نتائج الانتخابات الإمساك بزمام الأمور.

وفي "رسالة إلى الفرنسيين" نشرتها الصحافة الإقليمية أمس الأربعاء، اعتبر ماكرون أن "أحداً لم يفز" الأحد الماضي، ملاحظاً أن الكتل التي صوت لها "تمثل كلها أقليات" في الجمعية الوطنية.

ومن هنا يعتزم "أن يترك بعض الوقت للقوى السياسية لبناء تسويات"، وفي انتظار ذلك تتولى الحكومة الحالية ممارسة مسؤولياتها عشية استضافة باريس الألعاب الأولمبية بعد أسبوعين ونيف.

عودة الـ "فيتو" الملكي

وانبثقت عن الانتخابات ثلاث كتل، تحالف اليسار (190 إلى 195 مقعداً)، والمعسكر الرئاسي الذي يمثل يمين الوسط (نحو 160 مقعداً)، واليمين المتطرف (143 مقعداً)، وقد حل ثالثاً مع تحقيقه اختراقاً تاريخياً، علماً أنه لا يمكن تشكيل حكومة من دون تأييد ما لا يقل عن 289 نائباً.

ويؤيد عدد من شخصيات اليمين والوسط خيار ماكرون، على غرار رئيس مجلس الشيوخ جيرار لارشيه، المسؤول الثالث في الدولة، الذي دعا إلى أن "تجتاز البلاد المرحلة المهمة التي نستضيف فيها الألعاب الأولمبية"، على أن يتم تشكيل الحكومة الجديدة مع بداية سبتمبر (أيلول) المقبل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لكن خطابه لم يرق للتكتل اليساري الذي تمثله "الجبهة الشعبية الوطنية"، وخصوصاً أنها حققت مفاجأة بتصدرها النتائج من حيث عدد النواب الفائزين، وتستعجل تطبيق برنامجها.

في هذا السياق اتهم أوليفييه فور رئيس الحزب الاشتراكي ماكرون بعدم "احترام تصويت الفرنسيين"، فيما ندد زعيم حزب "فرنسا الأبية" (يسار راديكالي) جان لوك ميلانشون بـ "عودة الـ 'فيتو' الملكي".

من جهتها دعت نقابة "سي جي تي" النافذة إلى تجمعات في الـ 18 من يوليو (تموز) الجاري "بهدف ضمان احترام نتيجة الانتخابات"، وفق تعبير رئيستها صوفي بينيه، مضيفة أن "ثمة انطباع أننا أمام لويس الـ 16 الذي يغلق على نفسه في قصر فرساي"، في إشارة إلى الملك الذي أعدمته الثورة الفرنسية عام 1793.

صبر اليسار ينفد

وماكرون موجود حتى اليوم الخميس في واشنطن للمشاركة في قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) المخصصة للحرب في أوكرانيا، إذ سيجهد لطمأنة حلفائه إلى استمرار السياسة الخارجية لفرنسا خلال الأشهر المقبلة على خلفية غالبية عمالية جديدة في بريطانيا، وتساؤلات عن الحال الصحية للرئيس الأميركي جو بايدن ومدى قدرته على الفوز في انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل الرئاسية في مواجهة منافسه دونالد ترمب.

وفي غياب الرئيس يواجه قادة "الجبهة الشعبية الوطنية" صعوبة في التوافق على اسم يرشحونه لرئاسة الوزراء، وقال الشيوعي فابيان روسيل لصحيفة "ليبيراسيون"، "قلت بوضوح إن صبري بدأ ينفد"، فيما أقرت ساندرين روسو من حزب الخضر بـ "أننا نهدر وقتاً طويلاً".

لكن أوساط الأعمال تعبر يومياً عن قلقها حيال برنامج "اليسار"، وعلى فرنسا أن توفر 25 مليار يورو (27.20 مليار دولار) في 2024 لإنهاض ماليتها العامة، وفق ما أعلن وزير الاقتصاد والمال برونو لومير.

من جهته دعا محافظ "بنك فرنسا" إلى "الاعتراف بمتطلبات الواقع"، وتجنب "الإفراط في كلف الرواتب" بالنسبة إلى الشركات.

وفي الوقت نفسه يطرح معسكر ماكرون سيناريوهات عدة للاحتفاظ بالسلطة، كما يعول نواب في حزبه على تحالفات تقوم على برامج ضمن ائتلاف يبدأ بالاشتراكيين الديموقراطيين وصولاً إلى يمين الحكومة.

الماكرونية التي انتهت

أما اليمين المتطرف فعزا هزيمته إلى حاجز جمهوري أقامه "اليسار" و"الوسط" و"اليمين" في الدورة الثانية من الانتخابات التشريعية لإبعاده من السلطة، لكن زعيمته مارين لوبن لا تزال تصوب على الانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2027 بعد ثلاث هزائم منذ عام 2012.

واعتبر رئيس التجمع الوطني جوردان بارديلا أن الرسالة التي وجهها ماكرون تعكس "انعدام مسؤولية، لأنها تقول للجميع تدبروا أموركم".

وعلى رغم أنه لا يزال يحظى بتأييد بعضهم فإن صورة ماكرون تضررت أكثر من أي وقت، وخصوصاً أن معسكره نفسه يأخذ عليه أنه تفرد باتخاذ قرار حل الجمعية الوطنية والدعوة إلى انتخابات باكرة.

وقال النائب السابق في الغالبية الرئاسية جيل لوجاندر إن "الماكرونية انتهت"، معتبراً أن "الائتلاف الوحيد الموجود اليوم هو ذلك الذي يناهض الرئيس".

المزيد من متابعات