Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

زيلينسكي: لن نناقش نقل ملكية محطاتنا النووية إلى أميركا

الولايات المتحدة عرضت الاستحواذ عليها لضمان حمايتها وشولتز يطالب أوروبا أن تضع كييف في موقف قوة

القوات الروسية تطلق صواريخ باتجاه أوكرانيا (وزارة الدفاع الروسية/أ ب)

ملخص

زيلينسكي يقول إنه ناقش مع ترمب تملك الولايات المتحدة لمحطة الطاقة النووية المحتلة، ويعلن تسلم أوكرانيا طائرات عدة مقاتلة إضافية من طراز أف-16.

أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الخميس أن بلاده لن تناقش نقل ملكية محطاتها للطاقة النووية إلى الولايات المتحدة، غداة محادثته الهاتفية مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي أشار إلى أن بلاده قد "تستحوذ" على هذه المحطات.

وقال زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي في أوسلو "لن نناقش هذا الأمر، لدينا 15 مفاعلاً نووياً عاملاً اليوم، كلها ملك لدولتنا".

اقترح الرئيس الأميركي دونالد ترمب على نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن تتملك الولايات المتحدة محطات الطاقة النووية الأوكرانية وتديرها، في إطار مساعيه الأخيرة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين روسيا وجارتها.

ويأتي هذا العرض فيما يستعد نحو 30 قائداً عسكرياً من مختلف البلدان الساعية إلى المساعدة في المحافظة على أي وقف لإطلاق النار قد يُتوصل إليه بين روسيا وأوكرانيا، لعقد محادثات في بريطانيا اليوم الخميس لبحث خطط نشر قوة لحفظ السلام.

ومن المقرر أيضاً أن يناقش قادة الاتحاد الأوروبي الحرب المتواصلة منذ ثلاثة أعوام أثناء قمة في بروكسل اليوم، إضافة إلى قدرات التكتل الدفاعية في مواجهة عدائية روسيا.

وبعد اتصال أمس الأربعاء مع ترمب، أفاد زيلينسكي بأن كييف "مستعدة" لوقف الهجمات على شبكة الطاقة والبنى التحتية الروسية، وذلك بعد يوم على موافقة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الأمر ذاته تجاه أوكرانيا.

وقال زيلينسكي أيضاً إنه بحث خطة ترمب للسيطرة على محطة للطاقة، وقال خلال زيارة رسمية يجريها إلى فنلندا، "تحدّثنا عن محطة واحدة فقط خاضعة للاحتلال الروسي"، في إشارة إلى المحطة النووية في زابوريجيا.

وقال الرئيس الأوكراني إنه أجرى "على الأرجح المكالمة الهاتفية الأكثر أهمية" حتى الآن مع ترمب، مضيفاً أنه "لم يشعر بأية ضغوط" من الرئيس الأميركي لتقديم تنازلات لروسيا.

وأضاف أن نظيره الروسي فلاديمير بوتين لا يريد الموافقة على وقف إطلاق النار ما دام أن القوات الأوكرانية تقاتل في منطقة كورسك الروسية.

من جهة أخرى، قال المستشار الألماني أولاف شولتز إن من الضروري أن تستمر أوروبا في دعم أوكرانيا بقوة، بغض النظر عن أية محادثات بين الولايات المتحدة وروسيا، لضمان بقاء كييف في موقف قوة والحفاظ على أي وقف لإطلاق النار.

وذكر شولتز المنتهية ولايته، وهو في طريقه لحضور قمة لقادة دول الاتحاد الأوروبي، "علينا مواصلة دعمنا بموقف واضح مفاده أن السلام العادل يجب أن يكون ممكناً في أوكرانيا".

وأضاف "هذا يعني أن أوكرانيا قادرة على الدفاع عن استقلالها وسيادتها وتحديد مسارها واختيار قادتها، وأن يكون لديها بطبيعة الحال جيش قوي في وقت السلم".

وذكر أن حزمة الديون التي وافقت عليها الحكومة الائتلافية المحتملة في ألمانيا لتمويل زيادة الإنفاق الدفاعي والبنية التحتية تشكل جزءاً رئيساً من هذا الأمر، واستطرد يقول "سنتمكن الآن من القيام بما يجب علينا أن نقوم به كدولة كبيرة في وسط أوروبا".

 

 

مساعي وقف إطلاق النار

لكن التوصل إلى وقف أوسع لإطلاق النار ما زال أمراً بعيد المنال مع إصرار بوتين أثناء اتصاله مع ترمب أول من أمس الثلاثاء أن على الغرب أولاً وقف كل أشكال الدعم العسكري لأوكرانيا.

وأفاد كل من رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأنهما على استعداد لنشر قوات بريطانية وفرنسية على الأرض في أوكرانيا. وتفيد حكومة المملكة المتحدة بأن "عدداً كبيراً" من الدول على استعداد للقيام بالأمر ذاته، لكن عدد البلدان المستعدة لذلك ما زال غير واضح.

وبدت نبرة ترمب أمس أكثر إيجابية بعد اتصال زيلينسكي إذ وصف البيت الأبيض الأمر بأنه "رائع" على رغم حقيقة أن الرجلين انخرطا في سجال متلفز في المكتب البيضاوي أخيراً.

وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو ومستشار البيت الأبيض لشؤون الأمن القومي مايك والتز في بيان مشترك إن ترمب "ناقش إمدادات الكهرباء الأوكرانية ومحطات الطاقة النووية" وأشارا إلى أن واشنطن "قد تؤدي دوراً مساعداً جداً" في إدارتها. وأضاف البيان أن "الملكية الأميركية لهذه المحطات ستمثّل أفضل حماية لهذه البنى التحتية".

وتعهّد ترمب أيضاً مساعدة كييف للحصول على مزيد من معدات الدفاع الجوي من أوروبا والعثور على الأطفال الأوكرانيين الذين "خطفتهم" روسيا، بحسب البيان، وقال الرئيس الأميركي في وقت سابق على شبكته "تروث سوشال" إن جهود التوصل إلى هدنة كاملة تمضي "على المسار المحدد لها إلى حد كبير".

وأفاد زيلينسكي بأن مسؤولين أوكرانيين وأميركيين قد يجتمعون في الأيام المقبلة لعقد محادثات جديدة في السعودية، حيث من المقرر أن تجتمع فرق روسية وأميركية مطلع الأسبوع المقبل.

وذكرت موسكو أمس أن روسيا وأوكرانيا تبادلتا 372 سجيناً، في بادرة حسن نية بعد اتصال ترمب وبوتين.

التطورات الميدانية

على رغم ذلك، تبادلت موسكو وكييف الاتهامات بمواصلة الهجمات، وقالت روسيا إنها دمرت 132 مسيرة أوكرانية في هجمات ليلية في مناطق عدة من البلاد.

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إن الدفاعات الجوية اعترضت 54 طائرة مسيّرة فوق منطقة ساراتوف التي تبعد نحو 700 كيلومتر شرق موسكو و40 طائرة أخرى فوق فورونيغ.

وأفادت أجهزة الطوارئ الأوكرانية اليوم بأن مسيرات روسية استهدفت ليلاً أبنية سكنية في كروبيفنيتسكي في وسط أوكرانيا، مما أدى إلى إصابة ثمانية أشخاص بجروح بينهم طفل.

وأعلن سلاح الجو الأوكراني اليوم أن روسيا أطلقت 171 مسيّرة باتجاه الأراضي الأوكرانية ليلاً، مضيفاً أنه أسقط 75 مسيّرة فيما اختفت 63 طائرة أخرى من دون طيار عن الرادارات من دون التسبب بأضرار.

وما زالت النقطة الرئيسة العالقة تتمثل بمقاومة بوتين وقفاً شاملاً لإطلاق النار، وهو أمر تقول كييف وبعض حلفائها الغربيين إنه يظهر إلى أي حد لا يمكن الوثوق بالرئيس الروسي.

وأصر بوتين خلال اتصاله مع ترمب الثلاثاء على أن التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار لن يكون ممكناً إلا إذا وافق الغرب على طلب موسكو القائم منذ زمن بعيد بوقف مساعداته العسكرية البالغة قيمتها مليارات الدولارات لأوكرانيا، وطالب بوتين أيضاً بعدم السماح لأوكرانيا بإعادة التسلح ووقف التجنيد العسكري الإجباري.

وتناقضت أيضاً روايتا موسكو وواشنطن في شأن نتائج الاتصال، إذ قال الكرملين إن الطرفين ناقشا فقط وقف الهجمات على محطات الطاقة، لكن البيت الأبيض أصر على ضرورة أن تشمل المحادثات الطاقة والبنى التحتية المدنية الأخرى على حد سواء.

وأثار انفتاح ترمب على بوتين والمؤشرات إلى أن واشنطن لن تعود ضامنة لأمن أوروبا بعد اليوم، قلق كييف وحلفاء الولايات المتحدة في حلف شمال الأطلسي.

مساعدات جديدة لأوكرانيا

أعلن الرئيس الأوكراني أمس أن بلاده تسلمت طائرات عدة مقاتلة إضافية من طراز أف-16، من دون أن يحدد عددها أو الجهة المانحة. وقال "وصلت طائرات أف-16 عدة إلى أوكرانيا، لن أكشف عن عددها"، وكانت أوكرانيا استلمت أول شحنات من الطائرات الأميركية الصنع العام الماضي.

كما أشار زيلينسكي الأربعاء إلى أنه يتحدث مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون بصورة يومية، بعد أن اتصل به الزعيم الفرنسي بصورة غير متوقعة خلال مؤتمر صحافي، وكشف عن أنه سيزور فرنسا الأسبوع المقبل.

وقال الرئيس الأوكراني بعد تلقيه مكالمة هاتفية خلال الإحاطة الصحافية "نعم، لقد تحدثت للتو مع الرئيس ماكرون، مع إيمانويل. نتحدث كثيراً، مرة واحدة يومياً. بعد محادثتنا، سأعاود الاتصال به". وأضاف زيلينسكي أنه سيتوجه إلى فرنسا "الأسبوع المقبل"، وسيعقد "اجتماعات عدة".

المزيد من دوليات