Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
يحدث الآن
0 seconds of 45 secondsVolume 90%
Press shift question mark to access a list of keyboard shortcuts
00:00
00:45
00:45
 

الجيش يسيطر على القصر الجمهوري... والبرهان: لا تفاوض مع "الدعم السريع"

انفجارات تهز الخرطوم ومحلل عسكري يرجح طرد قوات حميدتي بالكامل من العاصمة والزحف نحو دارفور

ملخص

أرجعت مصادر نجاح الجيش في تضييق الخناق على قوات "الدعم السريع" داخل القصر الرئاسي إلى ضربات معاونة للطيران المسير على متحركات العدو في محيط القصر ونجاحه في تدمير أعداد كبيرة من عرباته القتالية.

أكد قائد الجيش السوداني الفريق عبدالفتاح البرهان اليوم الجمعة أنه "لا تفاوض مع ’الدعم السريع‘ بعد أن رفضوا إلقاء السلاح"، وذلك بعد سيطرة الجيش على القصر الجمهوري في الخرطوم.

وقال البرهان خلال جنازة أقيمت اليوم الجمعة في مدينة القضارف بشرق البلاد لاثنين من العسكريين قُتلا بارة شنتها طائرة مسيّة تابعة لقوات الدعم السريع على القصر، "ما عندنا كلام ولا تفاوض معهم حتى انسحابهم ثم بعد ذلك من الممكن أن نعفو عنهم".

وأضاف البرهان "كلنا تصميم على إنهاء التمرد والقضاء على ’الدعم السريع‘"، وأشار إلى أن "الجيش ملتحم مع الشعب في معركته ضد الميليشيات".

واتهم قائد الجيش، "الدعم السريع"، "بتعمد استهداف السودانيين بالمسيرات"، مشدداً على ضرورة "تحرير كامل السودان".

وفي وقت سابق، أعلن البرهان خلال زيارة لولاية الجزيرة اليوم الجمعة أن المعركة مستمرة ضد قوات "الدعم السريع". وقال إن "الجيش يتعهد للشعب السوداني بأن المعركة لن تتوقف وستمضي إلى نهاياتها"، مضيفاً "نتقدم بخطى ثابتة والمعركة تمضي للأمام".

اقتحام القصر الجمهوري

معارك عنيفة وانفجارات مدوية شهدها قلب الخرطوم ومحيط القصر الرئاسي وسط العاصمة السودانية خلال الساعات الماضية كللت بإعلان الجيش نجاحه في اقتحام القصر الجمهوري وتحريره من قبضة قوات "الدعم السريع"، وذلك بعد أسابيع من هجوم ممتد وعنيف متعدد المحاور يقوده الجيش بهدف إكمال بسط سيطرته على كامل العاصمة.

مصادر ميدانية أكدت أن اقتحام الجيش والقوات المتحالفة معه ودخولها مبنى القصر الجمهوري وسط الخرطوم جاء بعد معارك عنيفة حققت فيها متحركات الجيش تقدماً كبيراً ودخلت من البوابة الشرقية للقصر بعد سقوط آخر مبنى يمثل جزءاً من مقر الحرس الجمهوري الرئاسي الملاصق لوزارة الحكم الاتحادي.

وأرجعت المصادر نجاح الجيش في تضييق الخناق على قوات "الدعم السريع" داخل القصر الرئاسي إلى ضربات معاونة للطيران المسير على متحركات العدو في محيط القصر ونجاحه في تدمير أعداد كبيرة من عرباته القتالية.

وتزامناً مع ذلك حققت قوات سلاح المدرعات تقدماً من محاور عدة، وفق المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول التحدث إلى وسائل الإعلام.

وكان الجيش قد سيطر على حدود العاصمة الخرطوم مع ولايات سنار والجزيرة شرقاً في سوبا والقرى المحيطة بها حتى منطقة جياد وبدأ زحفاً من ولاية الجزيرة تجاه العاصمة، وفي الوقت نفسه تقدمت قوات المدرعات نحو قلب الخرطوم.

موقف "الدعم السريع"

بعد ساعات قالت قوات "الدعم السريع" إنها موجودة في محيط القصر الرئاسي، وإنها شنت هجوماً أسفر عن مقتل العشرات من جنود الجيش في داخله. وذكرت في بيان "نؤكد أن معركة القصر الجمهوري لم تنتهِ بعد، وأن قواتنا الباسلة ما زالت موجودة في محيط المنطقة، تقاتل بكل شجاعة وإصرار من أجل تحرير جميع المواقع التي احتلها ’دواعش الحركة الإسلامية’ وصولاً إلى تحرير كامل الوطن".

وأضافت أن أفرادها "نفذوا عملية عسكرية خاطفة استهدفت تجمعاً لـ’دواعش الحركة الإسلامية’ داخل القصر الجمهوري ومقتل أكثر من 89 من عناصر العدو وتدمير معدات عسكرية مختلفة".

وأفادت مصادر عسكرية بأن مسلحي "الدعم السريع" على بعد نحو 400 متر". وأضافت أن قوات الجيش تعرضت لهجوم بطائرة مسيرة قتل عدداً من الجنود إضافة إلى ثلاثة مراسلين من التلفزيون الرسمي.

ومني الجيش بانتكاسات لفترة طويلة، لكنه حقق مكاسب في الآونة الأخيرة واستعاد أراضي في وسط البلاد من القوات شبه العسكرية.

في غضون ذلك عززت "الدعم السريع" سيطرتها في غرب البلاد، مما يدفع البلاد نحو تقسيم فعلي. وتعمل على إنشاء حكومة موازية في المناطق التي تسيطر عليها، على رغم أنه من المتوقع ألا تحظى باعتراف دولي واسع النطاق.

كانت قوات "الدعم السريع" سيطرت سريعاً على القصر الرئاسي في الخرطوم إلى جانب بقية المدينة بعد اندلاع الحرب في أبريل (نيسان) 2023 بسبب خلافات حول اندماج القوة شبه العسكرية في القوات المسلحة.

احتفالات الجنود

الجيش السوداني بدوره نشر مقاطع فيديو تظهر جنوده يكبرون ويهللون داخل القصر الذي تحطمت نوافذه الزجاجية وغطت جدرانه ثقوب الرصاص، فيما رحب عديد من السودانيين بالأنباء حول سيطرة الجيش على القصر الرئاسي.

وأدى الصراع إلى ما تصفه الأمم المتحدة بأكبر أزمة إنسانية في العالم، إذ تسبب في مجاعة في عدة مناطق وانتشار أمراض في أنحاء البلاد التي يبلغ عدد سكانها 50 مليون نسمة.

 

 

وسُمع دوي إطلاق نار متقطع في الخرطوم اليوم الجمعة، ومن المتوقع اندلاع قتال دامٍ في وقت يسعى فيه الجيش إلى محاصرة "الدعم السريع" التي لا تزال تسيطر على مساحات واسعة من الأراضي إلى الجنوب من القصر الرئاسي في المدينة.

وقال بيان الجيش، "نؤكد مضينا قدماً بكل محاور القتال حتى يكتمل النصر بتطهير كل شبر من بلادنا من دنس الميليشيات وأعوانها".

اقتراب تحرير الخرطوم بالكامل

في السياق أوضح المراقب العسكري اللواء عمران يونس أنه منذ تقدم قوات الجيش وإحكامها السيطرة على قلب الخرطوم وتحييد المباني المرتفعة التي كانت تعوق حركتها بسبب القناصين، كان يعني بالضرورة إعادة السيطرة على مقر القصر الجمهوري، كما يسهل أيضاً وصول الدعم اللوجيستي اللازم للقوات المتقدمة لمواصلة تقدمها وبسط نفوذها.

أشار يونس إلى أن التحرير الكامل للخرطوم أصبح قاب قوسين أو أدنى، لا سيما أن هناك جيوشاً تتهيأ لدخول العاصمة من جهتي الجنوب والجنوب الغربي، مرجحاً أن يتابع الجيش بعدها تحركاته نحو دارفور، بخاصة أن هناك كثيراً من الحواضن التي تراجعت عن مساندة "الدعم السريع".

المزيد من العالم العربي