Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
يحدث الآن
0 seconds of 1 minute, 15 secondsVolume 90%
Press shift question mark to access a list of keyboard shortcuts
00:00
01:15
01:15
 

الجيش السوداني يسيطر على مطار الخرطوم بالكامل

موظفو إغاثة: قوات الدعم السريع تضيق الخناق على مساعدات السودان

ملخص

سبق أن اتهم موظفو الإغاثة مسلحين من قوات الدعم السريع بنهب المساعدات خلال الحرب المستعرة منذ نحو عامين، كما اتهموا الجيش بمنع أو عرقلة الوصول إلى المناطق التي تسيطر عليها القوات مما أدى إلى تفاقم الجوع والمرض.

 قال مصدر عسكري في الجيش السوداني الأربعاء لوكالة الصحافة الفرنسية إن الجيش سيطر على مطار الخرطوم الذي "تم تأمينه بالكامل"، بعد عامين من تمركز قوات الدعم السريع داخله.
وأضاف المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه أن الجيش يحاصر منطقة جبل أولياء جنوب العاصمة من اتجاهات الشمال والجنوب والشرق، وهي آخر معقل رئيس للدعم السريع في منطقة الخرطوم.

وأعلن الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية العميد الركن نبيل عبد الله علي في وقت سابق اليوم الأربعاء، أن الجيش تمكن من إحكام سيطرته على الجهة الغربية من كبري المنشية بالخرطوم، كما تم تطهير منطقة الباقير الواقعة جنوبي العاصمة. وأضاف علي "استلمت قواتنا معسكر الميليشيا بطيبة محلية جبل أولياء".
وذكرت مصادر محلية إن قوات الدعم السريع تغادر الأحياء التي كانت تتمركز فيها شرق الخرطوم وتوجهت نحو منطقة خزان جبل أولياء جنوباً.

قيود على إيصال المساعدات

من جهة أخرى قال عاملون في مجال الإغاثة إن قوات الدعم السريع فرضت قيوداً جديدة على إيصال المساعدات إلى المناطق التي تسعى إلى تعزيز سيطرتها عليها، بما في ذلك أجزاء تتفشى فيها المجاعة، في وقت تسعى قوات الدعم السريع إلى تشكيل حكومة موازية غرب البلاد، بينما تتقهقر على نحو سريع في العاصمة الخرطوم، وهي تطورات قد تزيد خطر انقسام البلاد التي انفصل عنها جنوب السودان عام 2011، كما يهدد ذلك مئات آلاف الأشخاص بالمجاعة في دارفور غرب البلاد، والذين نزح كثير منهم خلال جولات سابقة من الصراع.

وسبق أن اتهم موظفو الإغاثة مسلحين من قوات الدعم السريع بنهب المساعدات خلال الحرب المستعرة منذ نحو عامين، كما اتهموا الجيش بمنع أو عرقلة الوصول إلى المناطق التي تسيطر عليها القوات مما أدى إلى تفاقم الجوع والمرض.

وقال عدد من موظفي الإغاثة إن "الدعم السريع" بدأت منذ أواخر عام 2024 في المطالبة برسوم أعلى والإشراف على العمليات التشغيلية مثل تعيين الموظفين المحليين والأمن، وهي ممارسات تستخدمها السلطات الموالية للجيش، فضلاً عن زيادة تضييق الخناق على إيصال المساعدات، وفيما لم ترد تقارير من قبل عن تحركات "الدعم السريع"، فإن منظمات الإغاثة تحاول التصدي لتلك الممارسات.

وتسببت الحرب التي اندلعت بسبب الصراع على السلطة بين الجيش وقوات الدعم السريع في ما تصفه الأمم المتحدة بأكبر أزمة إنسانية في العالم وأكثرها تدميراً، حيث لم تتمكن وكالات الإغاثة من توفير المساعدات الكافية، ومن المتوقع أن يزيد تجميد تمويل "الوكالة الأميركية للتنمية الدولية" من الصعوبات.

وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي أصدرت "الوكالة السودانية للإغاثة والعمليات الإنسانية" التي تشرف على المساعدات لمصلحة قوات الدعم السريع توجيهات تطالب منظمات الإغاثة بالتسجيل عبر "اتفاق تعاون"، والقيام بعمليات مستقلة على مستوى البلاد في الأراضي الخاضعة لسيطرة القوات.

خيار مستحيل

ويقول موظفو الإغاثة إن عدم التسجيل لدى "الوكالة السودانية للإغاثة والعمليات الإنسانية" سيؤدي إلى تأخيرات تعسفية ورفض تصاريح السفر، في حين أن الامتثال للتوجيهات قد يؤدي إلى التعرض للطرد من قبل الجيش والحكومة المتمركزة في بورتسودان المتحالفة معهما.

ووفقاً لتقارير أعدها منتدى المنظمات الدولية غير الحكومية في السودان، والذي يمثل المنظمات غير الحكومية، فقد ارتفعت نسبة المنظمات التي تواجه تأخيراً في الحصول على تصاريح السفر لمناطق سيطرة "الدعم السريع" إلى 60 في المئة خلال يناير الماضي، مقارنة بما بين 20 و30 في المئة العام الماضي، كما انخفضت هذه النسبة بصورة طفيفة إلى 55 في المئة خلال فبراير (شباط) الماضي بعد تعليق الوكالة السودانية توجيهاتها موقتاً.

وبينما ينفي الطرفان المتحاربان عرقلة المساعدات، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في تحديث حيال عملياته هذا الشهر، إن "التعاون مع 'الوكالة السودانية للإغاثة والعمليات الإنسانية' أصبح يشكل تحدياً متزايداً".

جائعون وخائفون

يقول عمال إغاثة إن المناطق المنكوبة بالمجاعة حول مدينة الفاشر، المعقل الأخير المحاصر للجيش في دارفور، تأثرت أكثر من غيرها بتداعيات القيود، وكذلك منطقة الطويلة القريبة حيث لجأ عشرات آلاف الأشخاص، فيما أكد مرصد عالمي للجوع حدوث مجاعة في ثلاثة مخيمات للنازحين قرب الفاشر، وهي زمزم وأبو شوك والسلام، وقد قصفت "الدعم السريع" المخيمات خلال الأسابيع القليلة الماضية خلال مساعيها إلى طرد الجيش وحلفائه.

وقال موظفو إغاثة إنه إضافة إلى مساعيها للإشراف على العمليات، تزيد قوات الدعم السريع الرسوم على عمليات الإغاثة المختلفة، مثل تعيين الموظفين المحليين ونقل الإمدادات، فيما نفى مدير "الوكالة السودانية" عبدالرحمن إسماعيل اتهامات التدخل وفرض رسوم باهظة، ووصفها بأكاذيب تروج لها الحكومة المدعومة من الجيش، قائلاً إن الوكالة تسهل إيصال المساعدات، ومضيفاً "بالتأكيد نقوم بالتنسيق مع 'الدعم السريع' والإدارات المدنية على الأرض، وقد سهلنا لـ 'برنامج الغذاء العالمي' الوصول إلى 10 ملايين مواطن خلال الأشهر الستة الأخيرة".

المزيد من الأخبار