Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

س: هل ساعد روبوت ذكي ولدك في البكالوريا على الغش؟

ج: لا! تقول جيل دافي، رئيسة مجلس امتحانات المستوى التعليمي "أ" في المملكة المتحدة. لا سبب يدعونا إلى الخوف من استخدام الذكاء الاصطناعي في الفصول الدراسية

"فيما يحتفل التلاميذ بنتائج امتحاناتهم، فإنهم يستحقون الثناء لتجاوزهم كثيراً من عوامل الإلهاء، وإتيانهم بأفضل ما لديهم من إمكانات إلى قاعة الامتحان" (رويترز)

ملخص

س: هل ساعد روبوت ذكي ولدك في البكالوريا على الغش؟ ج: لا! تقول الكاتبة. لا سبب يدعونا إلى الخوف من استخدام الذكاء الاصطناعي في الفصول الدراسية

نعرف الآن كيف يكون عليه إجراء الامتحانات في عصر الذكاء الاصطناعي التوليدي generative AI، كما تبين، لا يختلف [إجراء الامتحانات] كثيراً عن زمن ما قبل روبوت الدردشة "شات جي بي تي" ChatGPT. لا يمكنك إحضار روبوت دردشة قائم على الذكاء الاصطناعي إلى قاعة الامتحان كي ينجز الامتحان نيابة عنك (ليس بعد، في الأقل). ليس في جعبة التلاميذ حتى الآن سوى قلم للكتابة ومهاراتهم الخاصة.

صحيح: على رغم الروايات الصادمة حول تلاميذ يجلسون في المقاعد الخلفية ويتركون شخصية "هال 9000" [في فيلم "2001"] تقوم بكل العمل الصعب بدلاً منهم، واجهت مجالس الامتحانات عدداً قليلاً نسبياً من حالات سوء التصرف المزعومة التي تنطوي على الاستعانة بالذكاء الاصطناعي هذا العام. وعلى ما يبدو، يتفق معظم التلاميذ مع هذا الكلام، إذ يقول كثيرون إن "شات جي بي تي" ChatGPT لا يصنع فارقاً في امتحانات الشهادة الثانوية العامة والمستوى "أ" A، وفق مسح نهضت به مجموعة "ستيودنت روم" The Student Room.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعلى النقيض، جل ما عززه صعود نجم الذكاء الاصطناعي على مدى السنوات القليلة الماضية الأهمية التي تكتسيها الامتحانات بحضور التلميذ شخصياً، والتي تكون تحت إشراف الإنسان. ما زال هذا الشكل من الامتحانات أفضل حماية ضد الغش، فضلاً عن أنه يضع التلاميذ في مساحة تنافسية متكافئة، ويفتح المجال أمامهم لتبيان معارفهم ومعلوماتهم، وإمكاناتهم.

إذاً، هل كان ذلك نتيجة تشويش الذكاء الاصطناعي التقييم العلمي للتلاميذ؟ وهل حان الوقت للتخلي عن فكرة استخدامه في هذا المجال؟ بالطبع لا.

لدى الدولة فرصة كبيرة لتحقيق التوازن الصحيح: الاستفادة من أفضل التكنولوجيات، بما فيها إجراء الامتحانات على شاشة الحاسوب والاستفادة من المواد التعليمية المتصلة بالذكاء الاصطناعي التوليدي، مع توفير الدعم لأساليب مجربة ومختبرة. ونتيجة الأنظمة التي نعتمدها في الامتحانات، وطبيعة مدارسنا، وثقافة الولع بالتكنولوجيا لدينا، وغزارة المعلمين ذوي الخبرة في بلادنا، تجدنا مستعدين لاعتماد نهج عملي وتطوري لاستخدام التكنولوجيا في التقييم العلمي للتلاميذ.

سيصار إلى إدراج بعض امتحانات المرحلة الثانوية العامة والمستويات "أ"، وامتحانات أخرى مهمة، عبر الإنترنت في المستقبل القريب. هذه خطوة محتومة. تقدم آلاف التلاميذ لامتحانات تجريبية رقمية هذا العام في مواد مثل علوم الكمبيوتر، لذا هم جاهزون للامتحانات الفعلية.

عندما أجرى مجلسا الامتحانات "أو سي آر" OCR (أكسفورد وكامبردج وآر أس أي") و"كامبريدج" امتحانات تجريبية رقمية في المملكة المتحدة وخارجها هذا العام، اختار 92 في المئة من التلاميذ كتابة الإجابات طباعة على لوحة المفاتيح. لدى كثير من المدرسين القائمين على الامتحانات تجارب مرة في فهم خط اليد غير المقروء، لذا نال هذا الخيار استحسانهم أيضاً. كذلك أشادوا بالمزايا العادية نسبياً، مثل معرفة عدد الكلمات والساعة من خلال الشاشة.

في الواقع، يحبذ نصف أولياء الأمور والتلاميذ الخضوع لمزيج من التقييم يشتمل على الامتحانات باستخدام الشاشة وامتحانات تعتمد على القلم والورقة، وفق استطلاع اضطلع به مكتب "أوفكوال" [المسؤول عن تنظيم الاختبارات والامتحانات الرسمية والتقييمات في إنجلترا]. إنه في الحقيقة المستقبل الهجين للامتحانات التي يسعنا، بل ينبغي علينا، المضي قدماً نحو اعتمادها.

وسيشمل هذا المستقبل جانباً من الذكاء الاصطناعي التوليدي بغية دعم التدريس والمراجعة، والامتحانات الرقمية إلى جانب الامتحانات باستخدام القلم والورق، والأشخاص الأكثر أهمية دائماً في التقييم العلمي: التلاميذ والمعلمون والمدققون.

علينا تسخير الذكاء الاصطناعي التوليدي وعلم البيانات والتعلم عبر الإنترنت بطريقة تركز بدرجة أكبر على الإنسان. ويسلتزم هذا النهج تحديداً دقيقاً للمكان حيث يمكن أن تسمح فيه التكنولوجيا للمدرسين والتلاميذ بإنجاز مزيد من التحصيل العلمي، بدلاً من الحلول محل بعض أعمالهم ببساطة. نشهد ذلك فعلاً خارج مدارسنا، حيث يساعد الذكاء الاصطناعي خبراء "كامبريدج" على تقديم امتحان "لينغواسكيل" Linguaskill، موفراً امتحانات تلاؤمية ونتائج سريعة لمن يتعلمون اللغة الإنجليزية كلغة أجنبية.

نعلم في أي مواضع تتعذر على التكنولوجيا أن تضاهي قدرات الناس. ليس في وسع الذكاء الاصطناعي أن يحل محل المدرس الماهر في طرح الأسئلة لتطوير الفهم لدى كل تلميذ، أو المدرس القادر على تلبية حاجات التلاميذ من الرعاية والسلامة والراحة والعافية، أو المدرس القادر على معرفة أن التلميذ ينجز واجباته باستخدام دلائل لن يتمكن أي نموذج ذكي كبير للغة خضع للتدريب بالاستدلال عليها.

كل التحديات المتصلة بالأمن السيبراني، ومكافحة الغش، وضرورة الوصول العادل إلى التكنولوجيا، قابلة للحل من طريق النشر الذكي للنهج الحالية، بالاستفادة من تجارب المدرسين. ليس علينا أن نعيد النظر في الأساسات التي يقوم عليها نظام الامتحانات الجيد، في الواقع، في متناولنا أن نعزز هذه المقومات.

علينا أن نتفحص بعناية أي تكنولوجيا تجدي نفعاً اليوم، ويستفاد منها في الفصول الدراسية، من ثم نقرر أي التكنولوجيات نحتاج إلى مزيد منها. ليس علينا أن نسعى إلى الحصول على برامج إلكترونية لم تثبت جدواها بعد في حين أن في جعبتنا أصلاً فرصة لتعزيز التعلم والتقييم من طريق وسائل مجربة ومختبرة.

فيما تتشاور الحكومة في شأن استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في التعليم، ينبغي علينا، عندما يتعلق الأمر بالامتحانات، عدم الانشغال بالتكنولوجيات المستقبلية وتطبيقاتها النظرية. نعرف كيف نستخدم التكنولوجيات الحالية بما يعود بالنفع على التلاميذ. لا بد من أن تتمتع المدارس ببنية أساسية رقمية عالية الجودة: اتصال عالي السرعة بالإنترنت، مع توفر كمية كافية من أجهزة الكمبيوتر المحمولة والأجهزة اللوحية للتدريس وإجراء الفحص على نحو جيد.

لا يمكننا أن نخبئ الذكاء الاصطناعي التوليدي. علينا أن نغتنم فرص التعليم بينما نكون واضحين في شأن الحدود.

سيحتاج مجتمعنا واقتصادنا إلى أشخاص قادرين على استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل متميز، ولكن ما سيكون أكثر أهمية من النماذج الذكية اللغوية الكبيرة الأحدث سيتمثل في المهارات والتفكير النقدي الذي يدعم استخدامها: من علم البيانات والصحة العامة إلى السياسة والثقافة والتكنولوجيا الخضراء. ربما تصبح الرياضيات واللغة الإنجليزية أكثر أهمية من أي وقت مضى، حتى في ظل تطور مواد مثل الحوسبة.

فيما يحتفل التلاميذ في المستوى "أ" بنتائج امتحاناتهم، فإنهم يستحقون الثناء لاجتيازهم كثيراً من عوامل الإلهاء، والمجيء بأفضل ما لديهم من إمكانات إلى قاعة الامتحان. الأشخاص ذوو التفكير اللامع ومحبو الاستطلاع والشغوفون، أي المعلمون والتلاميذ، يشكلون جزءاً من صناعة المستقبل أكثر من أي وقت مضى. ولن تتغير هذه الأساسات في المدى القريب.

جيل دافي الرئيسة التنفيذية لمجلس امتحانات OCR "أكسفورد وكامبريدج وأر أس أي"

© The Independent

المزيد من علوم