Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سعوديات يفضلن الرقاة أكثر من الأطباء لعلاج الأمراض النفسية

توصي دراسة حديثة بضرورة خضوع رجال الدين لدورات توعوية من أجل تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة لدى المجتمع

أحد دور العلاج بالرقية في مدينة جدة غرب السعودية (دار الرقية الشرعية)

كشفت دراسة سعودية طبية حديثة عن أن نسبة كبيرة من السعوديين، غالبهم من النساء، يفضلون الممارسات الروحية مثل "سنة النبي محمد والرقية والقرآن" لعلاج الأمراض النفسية أكثر من عيادات الأطباء.

وشملت الدراسة التي أجراها علماء سعوديون ينتمون للمركز الوطني لتعزيز الصحة النفسية 4547 مشاركاً سعودياً، اختيروا بشكل عشوائي من أنحاء المملكة، وتتراوح أعمارهم بين 18 و90 سنة من كلا الجنسين.

وتمثل نسبة المؤيدين بعد سؤالهم عن العلاجات الفعالة التي تسهم في علاج الاضطرابات النفسية النسبة الأعلى، إذ يفضل 74.97 في المئة العلاج النفسي غير الدوائي، بينما يفضل 71.08 في المئة العلاج الدوائي، ويرى جزء آخر يمثل 58.4 في المئة التحدث إلى اختصاصي نفسي.

وضمن العلاجات الفعالة غير الدوائية أيدت النسبة العظمى من المشاركين 58.24 في المئة الممارسات الروحية والدينية كنهج قابل للتطبيق مثل "سنة النبي محمد وقراءة القرآن الكريم"، فيما تأتي الرقية ثانياً بـ56.74 في المئة". وعلى العكس من ذلك تتلقى العلاجات البديلة مثل الحجامة والعلاج بالطاقة والعلاج بالبرمجة العصبية دعماً ونسباً أقل بكثير، وفق الدراسة.

وهو مما يشير إلى الاعتماد بشكل أكبر على العلاجات الطبية الراسخة في المجتمع الديني، إضافة إلى بعض الممارسات التقليدية التي يزعم فعاليتها لعلاج الصحة العقلية.

 

 

"باعة وهم"

تأتي النتائج اللافتة في وقت يواجه فيه المعالجون الروحانيون أو ما يعرفون في البلاد باسم "الرقاة" تضييقاً وتنظيماً جديداً في البلاد بعد رصد عدد من المخالفات، إذ وصفت في مطلع العام الحالي الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بعضهم بـ"باعة الوهم الذين يتاجرون بأمراض الناس وآلامهم، ويستغلون الرقية للتكسب والتجارة".

والرقية هي النفث على جسد المريض بتمتمات وآيات لغرض الشفاء، وأحياناً يلجأ الراقي إلى النفث بقنانين الماء وزيت الزيتون والعسل التي تباع بأسعار باهظة.

ورغم أن العلاج بالرقية موجود في الأثر الإسلامي إلا أن ثمة اختلافات حول طريقتها بخاصة من يقول أن أفضلها "رقية الإنسان لنفسه" على أن يذهب لراق يرقيه.

وتتفاوت أسعار الرقاة بين شخص وآخر، لكن بعضهم يفوق سعر الاستطباب عنده المراكز الطبية والأطباء النفسيين.

مسببات الصدمة النفسية

تقول الدراسة إن نسبة 78 في المئة من المشاركين يرون أن الصدمة النفسية هي العامل الأكثر تأثيراً للاضطرابات النفسية، بينما يرى 72.88 في المئة أن السبب يكمن في تعاطي المخدرات والكحول، ويرى 69.39 في المئة أن العنف المنزلي والتحرش النفسي سببان موثران للمرض النفسي، بينما يعزو أكثر من نصف المشاركين الاضطرابات النفسية إلى "الشعور بالوحدة والعزلة الاجتماعية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الرقية واليوغا

ثمة اختلافات بين الجنسين وفق الدراسة التي نشرت في 11 صفحة واطلعت عليها "اندبندنت عربية" حول مدى فاعلية العلاج الدوائي والعلاج النفسي غير الدوائي، لكن غالبية الإناث يملن إلى تأييد العلاج النفسي غير الدوائي بخاصة الرقية في القرآن أكثر من الذكور كعلاجات فعالة، بجانب تأييدهن للعلاجات الدوائية.

وبجانب الرقية تفضل معظم النساء تمارين اليوغا والاسترخاء والجلسات مع مدربي الحياة والنشاط البدني، إلى جانب التحدث مع صديق أو أحد أفراد الأسرة ودورات التطوير الذاتي كعلاج غير دوائي، وعلى العكس الذكور.

أسباب الأمراض النفسية

وبسؤال العينة العشوائية عن سبب الوقاية الفعالة من الأمراض النفسية، يرى 80.4 في المئة من المشاركين أن زيادة الوعي بالصحة النفسية هي أفضل استراتيجية للتعامل مع مشكلات الصحة النفسية. ووافق 70.6 في المئة على أن العلاقات الاجتماعية الإيجابية يمكن أن تمنع الاضطرابات النفسية، فيما ذهب 66.3 في المئة إلى أهمية زيادة النشاط البدني، ويميل 66.9 في المئة إلى أن اتباع تعليمات السنة وقراءة القرآن الكريم يعدان سببين ناجعين، ويعتبر 56.2 في المئة من المشاركين أن الاسترخاء والتأمل ممارسات مفيدة للوقاية من المرض.

وأتت دورات التنمية الذاتية في المرتبة الأخيرة بنسبة 43.0 في المئة، إذ يراها المشاركون أقل فعالية.

ووفق الدراسة، فإن النساء في السعودية أكثر عرضة من الذكور لنسب الاضطرابات العقلية.

دمج المعتقدات

وأوصت الدراسة التي شارك فيها خبراء أجانب بأهمية دمج المعتقدات الدينية مع الطب الحديثن، وهو نهج أكثر شمولاً وقبولا لدى سكان البلد المسلم.

ودعا العلماء ضمن توصيتهم إلى أهمية "تعاون كليات الدراسات الإسلامية والشريعة وعلم النفس لمعالجة المفاهيم الخاطئة وتوحيد فهم الصحة النفسية"، كما ينصح بتدريب رجال الدين بخاصة الرقاة وأئمة المساجد، بالشراكة مع وزارة الشؤون الإسلامية، لتصحيح المفاهيم الخاطئة وزيادة الوعي حول المرض النفسي وعلاجاته.

وتسعى البلاد منذ إطلاق رؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى تحسين جودة الحياة، مع إطالة عمر السكان إلى 80 سنة بحلول 2030.

اقرأ المزيد

المزيد من صحة