Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
يحدث الآن

نظريات غريبة روج لها وزير الصحة الأميركي حول تفشي الحصبة

أدى تفشي المرض القاتل إلى إصابة المئات في تكساس و11 ولاية أخرى

تعرض كينيدي لانتقادات بسبب رده على تفشي الحصبة القاتل في البلاد. فقد أرجع الرجل المشكك في جدوى اللقاحات سبب تفشي العدوى إلى رداءة النظام الغذائي وروج لعلاجات إلى جانب اللقاح يخشى الأطباء أن تصرف النظر عن الرسالة التي وجهوها للمجتمعات المحلية بضرورة التطعيم (غيتي)

ملخص

أثار روبرت كينيدي جونيور الجدل بعد أن ربط الحصبة بسوء التغذية وروج لعلاجات غير مثبتة مثل زيت كبد سمك القد وفيتامين A. رغم تأكيدهم على أهمية التغذية، شدد الأطباء على أن اللقاح هو الوسيلة الوحيدة للوقاية من الحصبة، مع تحذيرات من أن الحصبة قد تكون مميتة وتتسبب في مضاعفات خطيرة.

من علاج السرطان إلى الوقاية عبر التغذية السليمة، شارك روبرت كينيدي جونيور بعض النظريات والتقييمات المثيرة للجدل حول تفشي الحصبة الأخير والقاتل داخل الولايات المتحدة.

كينيدي المعروف بتشكيكه في اللقاحات والذي تعرض لانتقادات بسبب رده على انتشار هذا المرض شديد العدوى، أثار المخاوف بعد ترويجه لفيتامين A كوسيلة لمواجهة الحصبة.

التفشي الأخير أدى إلى إصابة ما يقارب 200 شخص غرب تكساس، وأسفر عن وفاة محتملة لشخصين غير ملقحين في ولاية تكساس ونيو مكسيكو المجاورة، إحدى هذه الوفيات لا تزال قيد التحقيق. وأبلغ عن حالات إصابة في ألاسكا وكاليفورنيا وفلوريدا وجورجيا وكنتاكي ونيوجيرسي ومدينة نيويورك وبنسلفانيا ورود آيلاند، وواشنطن، وفقاً للمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.

إليكم ما تحتاجون إلى معرفته حول تعليقات وزير الصحة والخدمات الإنسانية في شأن هذه القضية:

قال إنه "من شبه المستحيل" أن يقتل مرض معدٍ شخصاً بصحة جيدة

كينيدي ذكر لكبير المحللين الطبيين في قناة "فوكس نيوز" الدكتور مارك سيغل خلال مقابلة نهاية الأسبوع "علينا أن نفهم العلاقة بين الصحة الجيدة والمرض المزمن".

وزعم قائلاً "إن كنت بصحة جيدة فمن شبه المستحيل أن يقتلك مرض معدٍ في العصر الحديث لأننا نمتلك التغذية المناسبة، ويمكننا الحصول على الدواء. وما نحتاج إليه هو معلومات علمية جيدة حول كل هذه القضايا، كي يتسنى للأفراد أن يتخذوا قرارات عقلانية".

لكن ثبت أن تعليقات كينيدي خاطئة خلال جائحة كورونا، وفيما كان الأشخاص الذين يعانون مشكلات صحية سابقة إجمالاً أكثر عرضة لاشتداد العدوى التي تصيبهم، توفي شباب وأشخاص بصحة جيدة أيضاً بسبب الفيروس.

وبالمثل، يمكن أن يكون مرض السل، وهو عدوى يمكن الوقاية منها، مميتاً في حال عدم تلقي العلاج، على رغم أن الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة هم الأكثر عرضة للإصابة به.

لكل ألف شخص يصابون بالحصبة في الولايات المتحدة، يقتل الفيروس من شخص إلى ثلاثة أشخاص وفقاً لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها. وقد توفي شخصان في آخر حالة تفشي للحصبة.

 

ربط الحصبة بسوء النظام الغذائي

وذكر كينيدي لسيغل عن وجود "علاقة بين الأشخاص الذين تؤذيهم الحصبة وأولئك الذين لا يتمتعون بتغذية سليمة أو لا يتبعون نظاماً رياضياً جيداً".

وأشار إلى أن سوء التغذية "ربما كان عاملاً" في حالة الطفل الذي توفي جراء إصابته بالحصبة في مقاطعة غينز، لافتاً إلى أن غرب تكساس باعتبارها "منطقة تعاني نقصاً في الغذاء الصحي".

لكن السلطات الصحية في الولاية أوضحت أن الطفل "لم يكن يعاني أية مشكلة صحية أخرى".

وفيما تظهر بعض البيانات أن الأطفال الذين يعانون سوء تغذية شديداً في الدول الفقيرة تكون الحصبة أشد وطأة عليهم، قال رئيس لجنة الأمراض المعدية في الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال الدكتور شون أوليري لصحيفة "نيويورك تايمز" الإثنين الماضي إنه لا دليل موثوق على أن سوء التغذية أو قلة التمارين الرياضية تجعل الطفل أكثر عرضة للمضاعفات الناجمة عن الفيروس. 

قابل كينيدي لقاح الحصبة بفتور

قال الرجل المشكك في جدوى اللقاحات إن لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية الذي أسهم في القضاء على الفيروس بحلول عام 2000، يوفر الحماية.

وأضاف كينيدي في حديثه لشبكة "فوكس نيوز"، "لقاح الحصبة يحمي المجتمع. وهناك أشخاص في المجتمع لا ينبغي لهم تلقي التطعيم، لأنهم يعانون أمراضاً مناعية ذاتية أو مشكلات مناعية أخرى. وإذا حصلت على التطعيم فأنت تحمي هؤلاء الأشخاص من احتمال انتشار الفيروس إليهم".

وفي مقال رأي نشره عبر "فوكس نيوز ديجيتال" خلال فبراير (شباط) الماضي، قال الوزير إن اللقاحات تسهم في تعزيز مناعة المجتمع. لكنه أشار خلال الوقت ذاته إلى أن الوفيات جراء الحصبة قضي عليها تقريباً قبل ثلاثة أعوام من طرح اللقاح نفسه بفضل "التحسين في النظافة والتغذية".

لكن الرئيسة السابقة للمؤسسة الوطنية للأمراض المعدية باتسي سنيتشفيلد قالت لصحيفة "نيويورك تايمز" إن نحو 500 طفل كان عدد منهم يتمتعون بصحة جيدة سابقاً، لقوا حتفهم بسبب الفيروس سنوياً قبل عام 1963.

وخلال جلسات الاستماع الخاصة بتأكيد تعيينه في منصبه، كان كينيدي لمح سابقاً إلى أن مستشاري اللقاحات لديهم تضارب في المصالح.

 

روج لعلاجات أخرى

قال كينيدي إن وكالته ستقوم بتجارب سريرية على علاجات غير مثبتة للحصبة تتضمن زيت كبد سمك القد، ومضاداً حيوياً ومنشطاً (ستيرويد ابتنائي steroid).

وصرح لـ"فوكس نيوز" أنه بصدد شحن جرعات من الفيتامين A إلى بؤرة تفشي وباء الحصبة.

وقال "ما زالت التغذية السليمة الدفاع الأفضل في وجه معظم الأمراض المعدية والمزمنة. ويجب أن يكون الفيتامين A وC وD، والأطعمة الغنية بالفيتامين B12 وC وE جزءاً من نظام غذائي متوازن".

لكن الأطباء قلقون من أن التركيز على فيتامين A والعلاجات الأخرى قد يضر بالرسالة العامة للأطباء، وهي أن اللقاح الوسيلة الوحيدة للوقاية من العدوى.

وقال نائب رئيس لجنة الأمراض المعدية في الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال الدكتور جيمس دي. كامبل "فيتامين A، بأي جرعة، لا يحمي من الحصبة. ولا ينبغي لأحد تناوله، ولا ينبغي لأي والد إعطاؤه لطفله على أمل الوقاية من الحصبة. فهو لن يفعل ذلك".

قال إن "المناعة الطبيعية" بعد الإصابة قادرة على حماية الناس

فيما قال كينيدي إنه "لن ينصح أي شخص أبداً بالإصابة بالمرض"، وأثنى من ناحية أخرى على فائدة الحماية التي تتشكل بعد الإصابة بالفيروس.

وزعم أنها قادرة على حماية الإنسان بصورة من الصور من السرطان وأمراض القلب، مع أنه لا يملك أي دليل موثوق على زعمه.

فيما يمكن أن تمنح عدوى الحصبة الإنسان حماية من الفيروس مدى الحياة، إلا أن أخطار الإصابة والمرض أكبر من الفوائد المناعية.

وفي هذا الصدد، قال المتخصص في الأمراض المعدية لدى الأطفال داخل مركز جونز هوبكينز للأطفال آرون ملستون لإذاعة WUSA9 "يتوفى الأطفال بسبب الحصبة، ورأينا ذلك في تكساس. لذلك قبل أن يقرر الناس إقامة حفلة للحصبة (للمخالطة بين الأطفال كي يصابوا بالعدوى ويطوروا مناعة عليها)، أعتقد أنه عليهم تثقيف أنفسهم حول المضاعفات الرهيبة لهذا المرض. والموت هو الأسوأ بلا شك، لكن بعض الأطفال يصابون بالتهاب الدماغ الحاد أو تورم الدماغ".

وأضاف "يُعرف عن الحصبة أيضاً أنها تقضي على المناعة، لذلك إن أصبت بها فهي تقتل خلايا كثيرة في الجسم تحميك من أمراض أخرى، مما يجعلك أكثر عرضة للإصابة بها لاحقاً. إن الحصبة فيروس قاتل".

© The Independent

المزيد من صحة