ملخص
تعهد دونالد ترمب المساعدة في تأمين دفاعات جوية إضافية لأوكرانيا يكون مصدرها أوروبا، وتطالب كييف بهذه الدفاعات منذ أشهر لتعزيز حماية مدنها وبناها التحتية من القصف الروسي.
أعلن الكرملين اليوم الجمعة أن أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعدم ضرب منشآت الطاقة في أوكرانيا ما زال "سارياً"، بينما قالت السلطات الإقليمية في منطقة كراسنودار الروسية إن انفجاراً هز مستودعاً للنفط في وقت تحاول فيه فرق الإطفاء إخماد حريق اندلع بعد تعرضه لهجوم طائرات مسيرة أوكرانية في وقت سابق من الأسبوع.
وذكر مسؤولون عبر تطبيق "تيليغرام"، "أثناء عملية إخماد الحريق، وبسبب انخفاض ضغط الخزان المحترق، انفجرت منتجات نفطية وتسرب النفط المحترق"، وأضافوا أن الحريق امتد إلى خزان آخر، وزادت مساحة الحريق إلى 10 آلاف متر مربع، وأصيب اثنان من رجال الإطفاء.
ويقع المستودع قرب قرية كافكاسكايا، وهو محطة لنقل إمدادات النفط الروسية إلى خط أنابيب يربط كازاخستان بالبحر الأسود.
وقالت وزارة الخارجية الروسية أمس الخميس إن أوكرانيا انتهكت بالفعل وقف إطلاق النار المقترح على منشآت الطاقة بمهاجمتها المستودع.
استهدف محطة ضخ روسية
في السياق اتهمت وزارة الدفاع الروسية اليوم الجمعة أوكرانيا بتفجير محطة رئيسة لضخ وقياس الغاز الروسي بالقرب من الحدود الأوكرانية بينما كانت قوات كييف تتراجع في منطقة كورسك، التي تسيطر على أجزاء منها منذ أغسطس (آب) الماضي.
وقالت الوزارة إن المنشأة الواقعة بالقرب من بلدة سودجا الروسية، والتي استخدمتها شركة "غازبروم" في السابق لتصدير الغاز عبر أوكرانيا إلى أوروبا، تقع تحت سيطرة قوات كييف "حتى الآن" واستخدمتها كقاعدة لوجستية. وأضافت الوزارة في بيان، أن "تفجير وحدات الجيش الأوكراني، المنسحبة من منطقة كورسك، منشأة طاقة روسية مهمة هو استفزاز متعمد من قبل نظام كييف".
وتابعت "يجب النظر إلى هذا باعتباره جزءاً من سلسلة الضربات في الآونة الأخيرة على البنية التحتية للطاقة في روسيا الاتحادية والتي تهدف إلى الانتقاص من مبادرات السلام التي أطلقها رئيس الولايات المتحدة".
ونفى الجيش الأوكراني اليوم الجمعة ضلوعه في الهجوم واتهم القوات الروسية بقصف المحطة بالمدفعية في "استفزاز" كاذب.
قصف أوديسا خلال زيارة الرئيس التشيكي
في المقابل، قال مسؤولون أوكرانيون إن روسيا قصفت مدينة أوديسا الأوكرانية المطلة على البحر الأسود مساء أمس الخميس بواحدة من أكبر هجمات الطائرات المسيرة مما أسفر عن إصابة ثلاثة فتيان واندلاع حرائق في أثناء زيارة الرئيس التشيكي بيتر بافل المدينة.
وكان الرئيس التشيكي، الداعم القوي لكييف والذي قاد جهوداً لإمداد أوكرانيا بأكثر من مليون قذيفة مدفعية، في المدينة الساحلية لإجراء محادثات مع مسؤولين محليين وقت وقوع الهجمات.
وأفادت وزارة الداخلية بأن طائرات مسيرة بعيدة المدى حلقت فوق المدينة في موجات متعددة وألحقت أضراراً بالبنية التحتية والمنازل والمباني التجارية وتسببت في اندلاع العديد من الحرائق.
واتفقت روسيا وأوكرانيا خلال محادثات منفصلة مع مسؤولين أميركيين على استعدادهما لوقف الهجمات على البنية التحتية للطاقة. فيما رفضت موسكو وقف إطلاق نار شامل لمدة 30 يوماً.
اتفاق المعادن
قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمس الخميس إن الولايات المتحدة ستوقع اتفاقاً يتعلق بالمعادن والموارد الطبيعية مع أوكرانيا قريباً، وإن جهوده للتوصل إلى اتفاق سلام في الحرب الأوكرانية تسير "بصورة جيدة" بعد محادثاته هذا الأسبوع مع الزعيمين الروسي والأوكراني.
أدلى ترمب بهذه التعليقات في فعالية بالبيت الأبيض، بعد توقيعه أمراً بزيادة إنتاج الولايات المتحدة من المعادن النادرة.
وقال "نوقع أيضاً اتفاقات في مواقع مختلفة لاستخراج المعادن الأرضية النادرة، إضافة إلى أشياء أخرى كثيرة في جميع أنحاء العالم".
وأضاف "لكن في أوكرانيا تحديداً، نحقق أداء جيداً للغاية في ما يتعلق بأوكرانيا وروسيا، ومن بين الأمور التي نقوم بها توقيع اتفاق قريباً جداً في شأن المعادن الأرضية النادرة مع أوكرانيا".
وأشار ترمب إلى مناقشاته هذا الأسبوع مع كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، التي تهدف إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا، التي بدأت روسيا غزوها عام 2022.
زيلينسكي يدعو حلفاءه إلى مواصلة الضغط على بوتين
دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الخميس حلفاءه الأوروبيين إلى مواصلة الضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قبل بدء الولايات المتحدة محادثات متزامنة مع موسكو وكييف في السعودية الإثنين بهدف التوصل إلى هدنة محدودة.
وقال زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي في أوسلو بالنروج "سيكون هناك اجتماع بين أوكرانيا والولايات المتحدة، ثم شركاؤنا الأميركيون قالوا لنا إنه ستكون هناك دبلوماسية مكوكية واجتماع بين الولايات المتحدة وروسيا".
وفي وقت سابق أعلنت موسكو محادثات روسية - أميركية في السعودية الإثنين.
توازياً، أكد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الخميس، أن خطط الدفاع عن وقف إطلاق النار المحتمل في أوكرانيا "تتبلور"، وذلك عقب اجتماع في لندن لرؤساء أركان "أكثر من 25 دولة".
ويعتزم الرئيس الأميركي دونالد ترمب التوصل إلى إطلاق نار شامل لمدة 30 يوماً، لكن حددت موسكو مطالبها لأية هدنة، ووافقت فقط على وقف الضربات على منشآت الطاقة الأوكرانية لمدة 30 يوماً، من دون أن يسفر ذلك عن وقف الضربات الجوية.
وقال زيلينسكي الخميس في كلمة ألقاها عبر الفيديو أمام زعماء الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي المجتمعين في قمة في بروكسل، إنه "على رغم تصريحات بوتين حول استعداده المزعوم لوقف الهجمات، لم يتغير شيء".
وأضاف أنه عقب محادثته الهاتفية مع نظيره الأميركي دونالد ترمب، شنت روسيا ليلاً "هجوماً ضخماً بطائرات مسيرة، بلغ إجمالي عددها 171 طائرة"، وكان هدفها "بنيتنا التحتية".
واعتبر أن على فلاديمير بوتين أن يوقف مطالبه التي "لا طائل منها"، ولا تؤدي إلا إلى إطالة أمد الحرب في أوكرانيا. وتطالب موسكو بإنهاء الدعم العسكري الغربي لأوكرانيا بصورة كاملة، وترفض فكرة وجود قوات أجنبية في أوكرانيا كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار.
في مواجهة هذا التعنت الروسي، دعا الرئيس الأوكراني حلفاءه الأوروبيين إلى الإبقاء على العقوبات ضد موسكو "حتى تبدأ انسحابها من أراضينا"، مضيفاً أنه "من الضروري ألا يتراجع دعمكم لأوكرانيا، بل أن يستمر ويتنامى، وهذا ينطبق خصوصاً على الدفاع الجوي".
كذلك دعاهم إلى الموافقة على خطة قدمتها مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس لتزويد كييف نحو مليوني قذيفة، من خلال حزمة مساعدات مالية تبلغ قيمتها 5 مليارات يورو.
وقال قادة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إنهم مستعدون للمساهمة، لكن من دون الالتزام بمبلغ محدد في هذه المرحلة.
وتعهد دونالد ترمب المساعدة في تأمين دفاعات جوية إضافية لأوكرانيا يكون مصدرها أوروبا، وتطالب كييف بهذه الدفاعات منذ أشهر لتعزيز حماية مدنها وبناها التحتية من القصف الروسي.
واقترح الرئيس الأميركي الأربعاء خلال محادثته مع نظيره الأوكراني أن "تتملك" الولايات المتحدة محطات الطاقة الأوكرانية، قائلاً إن هذا "سيكون أفضل حماية لهذه البنية التحتية ودعماً لمنشآت الطاقة الأوكرانية".
لكن زيلينسكي عاد وأكد الخميس أن بلاده لن تناقش نقل ملكية محطاتها للطاقة النووية إلى الولايات المتحدة، قائلاً خلال المؤتمر الصحافي في أوسلو "لن نناقش هذا الأمر. لدينا 15 مفاعلاً نووياً عاملاً اليوم، كلها ملك لدولتنا".
إلى ذلك، تراجعت حدة التصريحات الأميركية، في الأقل ظاهرياً، مقارنة بالعداء العلني الذي استقبل به الرئيس الأوكراني في البيت الأبيض أخيراً.
وقالت المتحدثة باسم الرئاسة الأميركية كارولاين ليفيت إن الرئيس أجرى محادثة هاتفية "رائعة" مع نظيره الأوكراني الأربعاء.
بدوره تحدث زيلينسكي عبر منصة "إكس" عن مكالمة "إيجابية وجوهرية وصريحة للغاية"، وأكد لاحقاً أنه "لم يشعر بأي ضغوط" من ترمب لتقديم تنازلات.
ضمانات أمنية لكييف
وفي لندن، اختتم ستارمر اجتماعاً جديداً لرؤساء أركان دول مستعدة للمساهمة في توفير ضمانات أمنية لأوكرانيا، بعد اجتماع أولي في باريس.
ويحاول ستارمر وماكرون تشكيل تحالف بين الدول المعنية بالضمانات الأمنية منذ بدأ الرئيس الأميركي دونالد ترمب محادثات مباشرة مع روسيا الشهر الماضي، في مسعى إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ ثلاثة أعوام.
غير أنهما يسعيان إلى توفير ضمانات أمنية بدعم أميركي، وهو ما من شأنه أن يساعد في ردع فلاديمير بوتين عن انتهاك وقف إطلاق النار المحتمل، وشدد ستارمر الخميس على أن أي اتفاق سلام في أوكرانيا يجب "الدفاع عنه" ضد روسيا.
وبحسب لندن، فإن أكثر من 30 دولة مستعدة للمساهمة في هذا التحالف بطريقة أو أخرى، وقد تشمل هذه المشاركة توفير بعض البلدان الدعم اللوجستي والتقني لقوة حفظ سلام مستقبلية أو حتى استضافة عناصر على أراضيها.
وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الخميس في بروكسل عقد قمة في باريس في الـ27 من مارس (آذار)، بمشاركة الرئيس الأوكراني وحلفاء كييف.
وقال ماكرون في ختام قمة أوروبية في بروكسل "سنعقد الخميس المقبل قمة لتحالف العازمين، الهدف منها تجديد الالتزام الصريح مع تفاصيل أكثر حول دعم أوكرانيا على المدى القصير".
وقال زيلينسكي الخميس إن خبراء من بلاده سيحضرون المحادثات القادمة التي ستشارك فيها الولايات المتحدة وروسيا، لكنهم لن يكونوا في القاعة نفسها مع روسيا، وذلك في وقت يجري فيه تكثيف الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب.
وذكر الكرملين أن من المقرر أن يناقش خبراء روس وأميركيون سبل ضمان سلامة الشحن في البحر الأسود، خلال محادثات ستعقد في السعودية يوم الإثنين المقبل.
وقال زيلينسكي، خلال زيارة للنرويج، "ستكون هناك فرق فنية".
وأضاف في مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء النرويجي "أعلم أن الترتيب كالتالي: سيكون هناك اجتماع بين أوكرانيا وأميركا، يليه بعض الدبلوماسية المكوكية، كما قال زملاؤنا الأميركيون، أميركا مع روسيا".
وقال زيلينسكي أمس الأربعاء إن أوكرانيا ستضع قائمة بالمنشآت التي قد يشملها وقف إطلاق نار جزئي، بوساطة الولايات المتحدة.
وأضاف أن القائمة قد تشمل أيضاً البنية التحتية للسكك الحديدية والموانئ، إلى جانب تلك الخاصة بالطاقة.