ملخص
تل أبيب تؤكد اغتيالها القيادي في "حماس" صلاح البردويل ومسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي تتوجه إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية غداً
قال المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف اليوم الأحد إن حركة "حماس" مسؤولة عن تجدد القتال في قطاع غزة، بعد رفضها الجهود المبذولة للمضي قدماً في ما كان يعد "اتفاقاً مقبولاً".
وأضاف ويتكوف في تصريح لقناة فوكس نيوز "المسؤولية تقع على ’حماس‘. والولايات المتحدة تقف إلى جانب دولة إسرائيل".
بينما أكد وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي أن الوضع الراهن في غزة "غير مقبول على الإطلاق" في ظل استئناف العمليات العسكرية ضد المدنيين في القطاع، ودعا إلى العودة لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة "حماس".
وقال عبدالعاطي في مؤتمر صحافي مشترك مع مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس اليوم "هذا هو الحل العملي والواقعي الوحيد المطروح في الظروف الراهنة، وهو الحل الوحيد، والطرح الوحيد الذي يضمن إطلاق سراح جميع الرهائن الموجودين في قبضة ’حماس‘".
وأضاف "علينا أن نلتزم بذلك إذا كنا حريصين على الحفاظ على أرواح الرهائن"، مشيراً إلى ضرورة الابتعاد من "سياسة التجويع" وبخاصة خلال شهر رمضان.
ومن المقرر أن تلتقي كالاس خلال وقت لاحق اليوم في القاهرة مع الوفد الوزاري العربي المكلف التواصل مع الجهات الدولية الفاعلة، في شأن خطة إعادة إعمار غزة التي أقرتها القمة العربية غير العادية الشهر الجاري.
وتتوجه كالاس إلى إسرائيل والضفة الغربية المحتلة غداً الإثنين، للحث على الاستئناف الفوري لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، بحسب ما أفاد مكتبها.
وقال المكتب إن كالاس ستلتقي السلطات الإسرائيلية والفلسطينية للضغط من أجل "العودة الفورية إلى التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن".
استمرار العمليات البرية في غزة
ميدانياً، واصل الجيش الإسرائيلي عملياته البرية في قطاع غزة اليوم، وحاصر حي تل السلطان في رفح جنوب القطاع بعد أن أنذر سكانه بالإخلاء، عقب أسبوع من خرقه اتفاق الهدنة مع حركة "حماس".
يأتي ذلك مع تصاعد العنف على الحدود مع لبنان وإطلاق صواريخ من اليمن، فيما تعاود القوات الإسرائيلية الانتشار في أجزاء من غزة على رغم الدعوات لاستئناف الهدنة التي توصل إليها خلال يناير (كانون الثاني) الماضي.
وأعلنت وزارة الصحة التابعة لـ"حماس" في غزة اليوم تجاوز حصيلة قتلى الحرب حاجز الـ50 ألفاً، بعد ما يزيد على 15 شهراً من القتال.
وقالت الوزارة في بيان "ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 50021 قتيلاً و113274 إصابة منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023".
وقال الجيش في بيان إنه "خلال الساعات الأخيرة، أكملت القوات الإسرائيلية تطويق حي تل السلطان في رفح"، مضيفاً أن "الهدف" هو "تفكيك البنية التحتية للإرهاب والقضاء على الإرهابيين في المنطقة".
وكان الجيش الإسرائيلي أمر سكان تل السلطان بالإخلاء الفوري باعتباره منطقة قتال خطرة.
وأنذر الجيش الإسرائيلي سكان المنطقة من خلال إلقاء منشورات مطالبة بالإخلاء عبر طائرات مسيرة، وفق ما أكد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية داخل غزة.
الجيش الإسرائيلي يؤكد اغتيال صلاح البردويل
أكد الجيش الإسرائيلي في بيان له اليوم اغتياله القيادي السياسي في حركة "حماس" صلاح البردويل أمس السبت.
ونعت حركة "حماس" عبر بيان عضو مكتبها السياسي صلاح البردويل (65 سنة)، الذي قضى مع زوجته داخل "خيمته في منطقة المواصي غرب خان يونس".
والبردويل ثالث عضو في المكتب السياسي لـ"حماس" يقتل في غارات إسرائيلية منذ الأسبوع الماضي.
وخلال الثاني من مارس (آذار) الجاري أوقفت إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة وقطعت الكهرباء، مما أدى إلى توقف عمل محطة تحلية المياه الرئيسة داخل القطاع، وفاقم الوضع الإنساني الكارثي لسكان القطاع البالغ عددهم نحو 2.4 مليون نسمة.
وفي خان يونس جنوب القطاع، اصطف فلسطينيون للحصول على بعض الطعام من مطبخ خيري.
وجاءت إيمان البردويل (19 سنة) كغيرها للحصول على الطعام، ووصفت "المعاناة" التي تشاهدها للحصول على "الطعام والشراب". وقالت "نحن في رمضان والناس مضطرون للقدوم" إلى هنا.
وقدم سعيد أبو الجديان الذي فرَّ من منزله شمال القطاع أيضاً ليحاول الحصول على بعض الرز، موضحاً "جئت لأخذ الرز للأولاد لكن لا يوجد رز".
وأضاف "المعابر مغلقة، ولم أحصل على راتبي منذ بدء الحرب وهذا إجرام. لا يوجد طعام في قطاع غزة ونحن سندخل في مجاعة كبيرة".
ذكريات الأيام الأولى من الحرب
أعادت الغارات غير المسبوقة من حيث الكثافة والنطاق منذ سريان الهدنة إلى سكان القطاع ذكريات الأيام الأولى من الحرب، التي ألحقت به دماراً هائلاً وأزمة إنسانية كارثية.
وخرقت إسرائيل الهدنة واستأنفت قصفها المكثف لغزة الثلاثاء الماضي، مشيرة إلى جمود في المفاوضات غير المباشرة في شأن الخطوات التالية ضمن التهدئة، بعد انتهاء مرحلتها الأولى خلال وقت سابق من الشهر الجاري.
وأسفر هجوم "حماس" خلال السابع من أكتوبر 2023 عن مقتل 1218 شخصاً على الجانب الإسرائيلي معظمهم مدنيون، وفق حصيلة لوكالة الصحافة الفرنسية تستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية، تشمل الرهائن الذين قتلوا في الأسر.
ولا يزال 58 رهينة من أصل 251 خُطفوا خلال هجوم "حماس" محتجزين داخل غزة، بينهم 34 أعلن الجيش الإسرائيلي أنهم قضوا.
وهدد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أول من أمس الجمعة بضم أجزاء من قطاع غزة، ما لم تفرج حركة "حماس" عن الرهائن المتبقين.
وطالب البابا فرنسيس اليوم بالوقف "الفوري" للقصف الإسرائيلي على غزة واستئناف الحوار، وصولاً إلى الإفراج عن "جميع الرهائن" و"وقف نهائي لإطلاق النار".
مطار إسرائيلي قرب غزة
وافقت لجنة الشؤون الاقتصادية في إسرائيل اليوم بصورة نهائية على خطة لبناء مطار دولي آخر جنوب إسرائيل، قرب المنطقة المتاخمة لقطاع غزة.
وبحسب مشروع قانون ينتظر الموافقة من الكنيست، سيُبنى المطار داخل بلدة نيفاتيم التي تبعد نحو 65 كيلومتراً، أو أقل من ساعة بالسيارة، من حدود قطاع غزة، والمتاخمة لقاعدة جوية عسكرية في صحراء النقب يوجد بها طائرات مقاتلة من طراز "أف 35".
وكانت القاعدة الجوية تعرضت لقصف صاروخي إيراني خلال أكتوبر الماضي.
ووفقاً لمشروع القانون المعروض على الكنيست، فإن المطار الجديد الذي يبعد نحو 132 كيلومتراً من تل أبيب سيستغرق بناؤه سبعة أعوام، وسيتمكن من التعامل مع ما يصل إلى 15 مليون مسافر سنوياً.
ويهدف المشروع إلى المساعدة في تخفيف الازدحام في مطار بن جوريون داخل تل أبيب وتعزيز الاقتصاد جنوب إسرائيل، من خلال توفير نحو 50 ألف فرصة عمل، وبخاصة من المجتمع البدوي القريب.
وعارضت المؤسسة العسكرية والأمنية الإسرائيلية المشروع بسبب قربه من القاعدة الجوية.
ومطار بن جوريون يعد البوابة الجوية الرئيسة لإسرائيل وتبلغ طاقته 40 مليون مسافر سنوياً. وذكرت لجنة الشؤون الاقتصادية أن المطار يعمل بما يقارب الحد الأقصى لاستيعابه، مستشهدة ببيانات تشير إلى أنه من المتوقع أن يمر 80 مليون مسافر عبر المطار بحلول عام 2050.
وخلال عام 2019، افتتحت إسرائيل مطار رامون قرب منتجع إيلات على البحر الأحمر أقصى جنوب إسرائيل، على الحدود مع الأردن ومصر. وقبل الحرب مع "حماس" كان عدد من شركات الطيران الأجنبية مثل "رايان إير" يسير رحلات جوية من أوروبا إلى رامون.
ويُستخدم المطار حالياً على نطاق واسع للرحلات الداخلية.
وكان معظم شركات الطيران العالمية أوقف رحلاته إلى إسرائيل بسبب الحرب في غزة، لكن كثيراً منها استأنف رحلاته الآن.