تتجرع الشركة القابضة "مصر للطيران" النصيب الأكبر من مرارة التداعيات السلبية الاقتصادية لجائحة كورونا، على مدار عام كامل، منذ تفشيها في نهاية عام 2019، بعد أن كسرت خسائرها حاجز المليار جنيه (حوالى 64 مليون دولار أميركي) شهرياً خلال الفترة التي توقفت فيها حركة الطيران عالمياً ومحلياً، كأحد الإجراءات الاحترازية التي نفذتها غالبية دول العالم لمكافحة الفيروس.
مرارة الخسائر
وحول الخسائر الفادحة التي حلت بالناقل الوطني للطيران المصري، كشف رئيس الشركة القابضة "مصر الطيران"، رشدي زكريا، أن شركته لا تزال حتى الآن تتجرع مرارة الخسائر على الرغم من عودة حركة الطيران بشكل جزئي.
وأوضح أن شركته كانت ولا تزال في مقدمة القطاعات المصرية تأثراً بتداعيات الوباء بجانب القطاع السياحي، مشيراً إلى أن خسائر الشركة المملوكة للدولة، لا تقل عن 700 مليون جنيه (45 مليون دولار) شهرياً.
635 مليون دولار خسائر فترة الإغلاق
وتابع أن إجمالي الخسائر التي مُنيت بها الشركة في ظل فترة توقف حركة الطيران في مصر والعالم بلغت ما يقارب العشرة مليارات جنيه (635 مليون دولار) .
100 طائرة ضمن أسطول "مصر للطيران"
وكشف عن اقتراض شركته خمسة مليارات جنيه (318 مليون دولار) من الدولة حتى تتمكن من صرف رواتب في المواعيد المحددة طوال فترة الإغلاق، علاوة على سداد أقساط الطائرات التي دعمت بها الشركة أسطولها الذي يقترب من الـ100 طائرة، مشيراً إلى أن الشركة تسعى لشراء تسع طائرات جديدة قبل نهاية عام 2023.
50 رحلة جوية فقط يومياً
وأرجع الخسائر الشهرية في الوقت الحالي، على الرغم من عودة حركة الطيران، إلى ضعف عمليات التشغيل، إضافة إلى استمرار غلق كثير من الدول حركة الطيران في ظل تفشي الموجة الثانية من فيروس كورونا، مؤكداً أن نسبة التشغيل حالياً في "مصر للطيران" لا تزيد على 50 رحلة يومية، بنسبة لا تتجاوز الـ 50 في المئة، مقارنة بإجمالي عدد الرحلات اليومية التي كانت تسيرها الشركة الوطنية قبل الجائحة.
5000 راكب
وقال إن شركته تنقل في الوقت الحالي نحو 5000 آلاف راكب يومياً وتُسيّر حوالى خمس رحلات جوية يومياً، بمعدل 34 رحلة دولية إلى كل من "أكرا، الرياض، الدمام، لندن، الخرطوم، باريس، إسطنبول، دبي، أبوظبي، الشارقة، بيروت، جدة، المدينة المنورة، كوبنهاغن، أمستردام، بغداد، البحرين، عمان، مسقط، أديس أبابا، إربيل، نيروبي".
وأضاف أن شركته تُسير أيضاً تسع رحلات داخلية إلى كل من "شرم الشيخ والغردقة والأقصر وأسوان" إلى جانب سبع رحلات شحن جوي.
أكثر من 100 رحلة قبل الجائحة
وتابع "قبل الوباء كانت الشركة تُسيّر أكثر من 100 رحلة يومياً سواء رحلات دولية أو داخلية، لافتاً إلى أن هذا الرقم كان يزيد على ذلك في شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط)، خصوصاً رحلات الشتاء للسائحين الراغبين في زيارة مدينة الأقصر ومحافظة أسوان نظراً لما تملكه من كنوز أثرية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأكد رئيس "مصر للطيران" الارتباط الوثيق بين قطاعي الطيران والسياحة في مصر، مشيراً إلى أن شركة الطيران الوطنية هي أكبر داعم للسياحة المصرية، لافتاً إلى أن دعم الحكومة المصرية موقف الشركة أكثر من مرة على مدار أزمة الفيروس لمواجهة الخسائر الفادحة.
خطط تحفيزية ومبادرات
وعن الخطط التحفيزية الترويجية لانتشال الشركة من فخ الخسائر، قال الطيار رشدي زكريا، إن الشركة ستشارك في مبادرة "شتي في مصر" التي أطلقتها وزارتا الطيران المدني والسياحة المصرية، والتي تبدأ من الغد 15 يناير حتى نهاية فبراير المقبل.
تذاكر سفر مخفّضة على الطيران الداخلي
وحول تفاصيل المبادرة، قال رئيس "مصر للطيران"، إن الهدف الأساسي منها هو دعم السياحة المصرية ما ينعكس بالإيجاب على قطاع الطيران، مؤكداً أن شركته ستطرح بدءاً من يوم غد الجمعة تذاكر مخفضة بالنسبة للسفر الداخلي، لدعم تشجيع السياحة الداخلية ودعم قطاع الطيران في الوقت نفسه، وأشار إلى أن أسعار تذاكر السفر الداخلي في تلك المبادرة لا تتجاوزالـ 1500 جنيه (95 دولاراً) لتذاكر الطيران الداخلي. ولفت إلى أن التذاكر شملت الرسوم والضرائب للذهاب والعودة على خط مدينة الأقصر في جنوب مصر، إلى جانب تذكرة سفر إلى كل من مدن شرم الشيخ والغردقة وأسوان وطابا، لم تتخطَ الـ1800 جنيه (115 دولاراً) بينما أسعار تذاكر السفر إلى مدينة مرسى عام لا تزيد على 2000 جنيه (127 دولاراً).
استغلال تنظيم القاهرة كأس العالم لليد
وحول استغلال الشركة لإقامة بطولة كأس العالم لكرة اليد، التي تستضيفها القاهرة لمدة 18 يوماً خلال الفترة الممتدة بين 13 إلى 31 يناير، كشف أن شركته خفضت أيضاً أسعار تذاكر الطيران بالنسبة للسفر الخارجي من وإلى القاهرة بنسبة 20 في المئة على جميع الرحلات، إضافة إلى تقديم التسهيلات كافة والتخفيضات لمنظمي البطولة وضيوف مصر المشاركين في الحدث، فضلاً عن إطلاق حملة دعائية على أسطول مصر للطيران الجوي والبري للترويج لاستضافة البطولة.
توقعات تعافي الطيران في الصيف
وحول توقعاته عن الفترة المقبلة، قال رئيس الشركة القابضة "مصر للطيران"، "أعتقد أن الفترة المقبلة ستشهد زيادة بشكل تدريجي في عدد الرحلات التي تُسيّرها الشركة وحركة الركاب، خصوصاً مع بدء أشهر فصل الصيف بداية يونيو (حزيران)، إلى جانب إعلان عدد من الدول مثل السعودية إعادة فتح حركة الطيران في الاتجاهين".
وتابع "أتمنى أن تعود حركة الطيران سريعاً، ولكن كل توقعات المؤسسات والجهات التي تعمل في القطاع تؤكد أن حركة الطيران العالمية لن تعود إلى وضعها الطبيعي قبل تفشي جائحة كورونا، قبل مرور ثلاث سنوات من الآن".
إجراءات السلامة
وأعرب عن أمله في عودة السياحة مرة أخرى بعد ظهور لقاحات للفيروس، مشيراً إلى أن حركة الطيران في القاهرة عادت، مستدركاً "لكنها دون الـ50 في المئة ولا تزال مؤشرات الامتلاء ضعيفة لا تتعدى 60 في المئة"، وأعلن أن الشركة تتخذ الإجراءات الاحترازية كافة التي أصدرتها المنظمات العالمية، سواء لحماية وسلامة الركاب أو طاقم الطائرة أو داخل مباني الشركة للعاملين، للحفاظ على الصحة وتجنب الإصابة بالفيروس.
وأكد أن الشركة تحافظ على إجراءات السلامة الصحية، وتتخذ الإجراءات الاحترازية كافة والتباعد بين الركاب وتقليل التلامس، وهناك علامات إرشادية على الأرض علاوة على إجراءات السلامة داخل الطائرة، حيث توزع الشركة مطهّرات وقفازات وأقنعة، إضافة إلى تجهيز الطائرات بفلاتر لتنقية الهواء من الميكروبات والجراثيم، وفقاً لتعليمات منظمة الصحة العالمية، ووزارة الصحة المصرية، لضمان سلامة المسافرين والوافدين، مع تقليل والحد من التكدس في صالات السفر وأماكن التفتيش الأولى لدخول الركاب، والمصاعد الكهربائية داخل المطار وداخل صالات السفر والوصول بمباني المطار المختلفة، إلى جانب التزام العاملين جميعاً بالمحطات الخارجية باتباع كافة الإجراءات الاحترازية، والتأكيد على ضرورة تقديم الآتين إلى القاهرة نتيجة مسحة سلبية (بي سي آر) لجميع الوافدين قبل رحلة الوصول بنحو 72 ساعة.
"مصر للطيران": تؤسس شركة طيران غانية
وحول استثمارات الشركة الخارجية، قال رشدي زكريا، إن شركته وقّعت مذكرة تفاهم مع وزارة الطيران في غانا، للمشاركة في تأسيس شركة طيران جديدة تابعة للحكومة الغانية، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، رافضاً الإفصاح عن قيمة الاستثمارات في الوقت الحالي.
وأشار إلى أن التعاون مع الجانب الغاني منذ عام 2018، عندما وقعت شركة "مصر للطيران" للصيانة والأعمال الفنية التابعة عقداً مع وزارة الطيران المدني الغانية لإنشاء مركز خدمات فنية لشركات الطيران العاملة من وإلى مطار كوتوكو الدولي في العاصمة الغانية أكرا.
لا نية لطرح أسهم الشركة في البورصة
وحول طرح أسهم شركة "مصر للطيران" في بورصة الأوراق المالية المصرية، قال رئيس الشركة "ليست هناك نية أو دراسات أو خطط لطرح أسهم الشركة في البورصة في الوقت الحالي"، لافتاً إلى أن "هذا قرار سيادي للدولة التي تملك أسهم الشركة بالكامل".
وتأسست الشركة القابضة "مصر للطيران" في مايو (أيار) عام 1932 كشركة وطنية وناقل رسمي مملوك للدولة المصرية بنسبة 100 في المئة، وتضم حالياً نحو تسع شركات تابعة متنوعة.