ملخص
مفاجآت كبيرة في مباريات ذهاب ربع نهائي دوري الأمم الأوروبية تضع الفرق في مواقف صعبة قبل مباريات الإياب الحاسمة.
قلبت مواجهات ذهاب الدور ربع النهائي ببطولة دوري الأمم الأوروبية التي لعبت أمس الخميس كل التوقعات مفجرة مفاجآت عدة، حيث احتاج المنتخب الإسباني بطل "يورو 2024" إلى هدف متأخر للمنقذ ميكيل ميرينو لاعب أرسنال الإنجليزي لإدراك التعادل مع هولندا بنتيجة (2- 2)، وفازت كرواتيا على فرنسا القوية بنتيجة (2 - 0)، وهز مهاجم المنتخب الدنماركي راسموس هويلوند شباك المنتخب البرتغالي بهدف فوز أصحاب الأرض بنتيجة (1 - 0)، وأخيراً فشل المنتخب الإيطالي في الثأر من ألمانيا وانتهت مباراتهما بفوز الألمان بنتيجة (2 - 1).
انتزعت إسبانيا هدف التعادل في الوقت بدل الضائع ضد هولندا التي أنهت المباراة بـ10 لاعبين، وهو ما حافظ للضيوف على سلسلة تمتد لعامين بلا هزيمة ومنح حامل اللقب الأفضلية قبل مباراة الإياب في دور الثمانية.
وأثبت البديل ميكيل ميرينو، المهاجم الموقت في أرسنال، قدرته على هز الشباك لمصلحة منتخب بلاده أيضاً بتسديدة من مسافة قريبة في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع.
ونجح المنتخب الهولندي في العودة في النتيجة بعد تأخره بهدف في الدقيقة التاسعة من طريق كودي غاكبو وتيغاني رايندرز، لكنه أنهى المباراة بـ10 لاعبين بعد طرد المدافع الشاب جوريل هاتو قبل ثماني دقائق من نهاية المباراة بسبب تدخل عنيف.
وافتتحت إسبانيا، التي لم تخسر في آخر 21 مباراة دولية رسمية، التسجيل من طريق نيكو وليامز.
واستغل النجم الإسباني لامين يامال (17 سنة)، خطأ من هاتو (19 سنة) ليمرر الكرة إلى بيدري داخل منطقة الجزاء، الذي تركها لتذهب لوليامز الذي استدار ليسددها في الشباك.
وسنحت لقائد إسبانيا، ألبارو موراتا، فرصة مضاعفة النتيجة، لكن ضربة رأس منه إثر تمريرة من مارك كوكوريا مرت بجوار القائم.
وفرض الهولنديون سيطرتهم على المباراة، حيث وفر الظهير الأيمن جيريمي فريمبونغ الطاقة اللازمة لرفع مستوى الفريق المستضيف، الذي واصل إزعاج دفاع إسبانيا بانطلاقاته على الجناح.
وبعد فشل باو كوبارسي في إبعاد تمريرة عرضية من فريمبونغ، مرر جاستن كلويفرت الكرة إلى غاكبو على اليسار، ليسدد الأخير كرة قوية داخل المرمى مباشرة محرزاً هدف التعادل في الدقيقة الـ28.
وأطلق رايندرز كرة ارتطمت بالعارضة إثر تسديدة نصف طائرة قبل أن يهز الشباك بعد أقل من دقيقة من بداية الشوط الثاني.
وسيطر فريمبونغ على الكرة بعد انطلاقة قوية أخرى على الجناح، ليضعها رايندرز في الشباك بتسديدة متقنة بباطن القدم.
ومنح طرد هاتو، بسبب تدخله على روبن لو نورماند، الأفضلية لإسبانيا في اللحظات الأخيرة، التي هاجمت مرمى هولندا بكثافة قبل أن تسجل هدف التعادل.
وأخفق بارت فيربروخن في التصدي لتسديدة وليامز، وسدد ميرينو كرة سهلة ليضمن لإسبانيا الفوز قبل مباراة الإياب في فالنسيا الأحد المقبل.
ويواجه الفائز من هذه المواجهة الفائز من كرواتيا أو فرنسا في قبل النهائي في يونيو (حزيران).
وفي المباراة بين كرواتيا وفرنسا سجل أنتي بوديمير وإيفان بريشيتش هدفين قادا بهما كرواتيا إلى فوز مستحق على فرنسا.
وأهدرت كرواتيا أيضاً ركلة جزاء مبكرة عندما تصدى حارس فرنسا مايك مينيان لكرة سددها أندريه كراماريتش، واستحق وصيف بطل نسخة 2023 الفوز الذي كان من الممكن أن يأتي بعدد أكبر من الأهداف.
وصنعت فرنسا بعض الفرص واختبرت حارس كرواتيا دومينيك ليفاكوفيتش مرات عدة، لكن أداء الفريق كان أقل من المستوى المطلوب في مباراة كانت واعدة للغاية مع عودة مبابي بعد غيابه عن آخر أربع مباريات لمنتخب بلاده.
وتستضيف فرنسا مباراة الإياب في باريس الأحد المقبل.
وكان لفرنسا نحو الثلثين من نسبة الاستحواذ على الكرة، لكنها واجهت صعوبة في اختراق دفاع كرواتيا، وبعدها نجحت في أن تصنع عدداً من الفرص، لكن أهدرت عديداً منها أمام المرمى.
وقال مدرب فرنسا ديدييه ديشان لقناة "تي أف وان" التلفزيونية، "خسرنا مباراة الذهاب، وسنحرص على الفوز في المباراة الثانية على أرضنا. كان أداؤنا في الشوط الأول أقل من قدراتنا. سنبذل قصارى جهدنا لقلب الأمور".
"لقد عوقبنا في الشوط الأول. كنا مهدرين للفرص بصورة كبيرة على المستوى الفني، ومنحنا المنافس الفرص".
ولمس المدافع إبراهيما كوناتي الكرة بيده داخل منطقة الجزاء خلال أول خمس دقائق من المباراة لدى محاولته السيطرة على كرة عرضية من الناحية اليمنى، وحصلت كرواتيا على ركلة جزاء، لكن كراماريتش لم ينفذها بصورة جيدة وتصدى لها مينيان بساقيه.
وتقدمت كرواتيا بعد 26 دقيقة عندما حاول مينيان التصدي لضربة رأس قوية من بوديمير، لكن الكرة تجاوزت خط المرمى.
وعززت كرواتيا تقدمها في الثواني الأخيرة من الشوط الأول من طريق بريشيتش الذي وجه الكرة بلمسة مهارية إلى الزاوية السفلى من الشباك.
وحصل ديمبلي، الذي سجل 22 هدفاً هذا العام مع باريس سان جيرمان في كل المسابقات، على فرصة جيدة لتقليص الفارق، لكنه سدد كرة من مسافة ثمانية أمتار ارتطمت بالشباك الجانبية، وبعدها أهدر البديل برادلي باركولا فرصة أخرى لفرنسا.
وقال مدرب كرواتيا زلاتكو داليتش "كنا متماسكين ومنضبطين. أهدرنا ركلة الجزاء، لكننا لم نتوقف، وحافظنا على قوتنا".
"فوز رائع، ولكن بعد ثلاثة أيام، أمامنا مباراة جديدة".
في ثالث مباريات الجولة سجل مهاجم الدنمارك راسموس هويلوند هدف الفوز على البرتغال في ملعب "باركن".
وسجل هويلوند، الذي عانى من أجل التسجيل مع مانشستر يونايتد الإنجليزي هذا الموسم، في الدقيقة الـ78 ليساعد في إنقاذ كريستيان إريكسن من تحمل اللوم بعدما أهدر ركلة جزاء في الشوط الأول.
وكاد مهاجم الدنمارك ميكا بيريث أن يستهل مسيرته الدولية بصورة مثالي في الدقيقة الثالثة عندما استحوذ على الكرة إثر إبعاد من حارس مرمى البرتغال ديوغو كوستا، لكن الأخير نجح في تحويل الكرة إلى ركلة ركنية في نهاية المطاف.
وجاءت أول محاولة جيدة للبرتغال على المرمى في الدقيقة الثامنة عندما سدد بيدرو نيتو كرة من مسافة بعيدة، لكن الحارس كاسبر شمايكل تصدى لها بقوة وتسبب في ركلة ركنية في ظل سعي كلا المنتخبين للهجوم في كل فرصة.
وكان صانع اللعب إريكسن هو المسيطر على مجريات اللعب طوال المباراة، وحصلت الدنمارك على ركلة جزاء في الدقيقة 23 عندما لمس ريناتو فيغا الكرة بيده إثر تسديدة إريكسن التي أطلقها بقدمه اليسرى، لكن كوستا تصدى للركلة التي نفذها اللاعب البالغ من العمر 33 سنة، حيث طار على اليمين لينقذ الكرة.
وحرم الحارس كوستا منافسه الصاعد بيريث من تسجيل هدفه الأول في الدقيقة 36 بتصدي رائع آخر، ثم حضر ديوغو دالوت لإنقاذ حارس مرماه قبل نهاية الشوط الأول مباشرة، إذ أبعد تسديدة إريكسن قبل أن تعبر خط المرمى.
وعلى رغم الأداء الرائع الذي قدمه كوستا، لم يكن بوسعه أن يفعل كثيراً لمنع هدف الدنمارك حيث مرر إريكسن الكرة إلى أندريس سكوف أولسن على يمين منطقة الجزاء الذي مررها بدوره إلى هويلوند الذي حولها بقدمه اليمنى إلى داخل الشباك.
ولم يتمكن المهاجم البالغ من العمر 22 سنة من إخفاء فرحته بالتسجيل، حيث احتفل على طريقة كريستيانو رونالدو.
وقال هويلوند، "كان يوماً رائعاً، ويوماً عظيماً من نواحٍ عدة. لعبت ضد قدوتي (رونالدو) وسجلت هدف الفوز. لم يكن من الممكن كتابة ذلك بصورة أفضل".
وقال لاعب خط وسط البرتغال برونو فيرنانديز، "لم نتفاجأ، كنا نعلم أنهم يتمتعون بالروح القتالية وأنهم سيدخلون المباراة بقوة".
"افتقرنا إلى الروح القتالية، وكنا في حاجة إلى أن نكون أقوى في المواجهات الثنائية، وأكثر ذكاء في استغلال عمق دفاع الخصم". وأضاف "أمامنا مباراة صعبة، لكننا نريد الفوز بشدة، وفي ملعبنا وأمام جماهيرنا، نحن متأكدون من أننا سنتمكن من قلب النتيجة".
وسيواجه الفائز من تلك المواجهة إما إيطاليا أو ألمانيا في قبل النهائي، ويبدو أن ألمانيا أقرب إلى التأهل، حيث سجل ليون غوريتسكا هدفاً قبل 14 دقيقة من صفارة النهاية لتحول ألمانيا تأخرها بهدف إلى الفوز (2 - 1) على إيطاليا على ملعب "سان سيرو" في ذهاب دور الثمانية. وتقام مباراة الإياب في دورتموند الأحد المقبل.
وضغطت ألمانيا بقوة في وقت مبكر، بينما بحثت إيطاليا عن الفرص عبر الهجمات المرتدة، وافتتح أصحاب الأرض التسجيل في الدقيقة التاسعة من أول فرصة لهم.
ومرر نيكولو باريلا الكرة داخل منطقة الجزاء إلى ماتيو بوليتانو الذي أعادها باتجاه مويس كين، وسقطت أمام ساندرو تونالي الذي سددها في الشباك.
واستمر تفوق ألمانيا في الاستحواذ على الكرة، لكن غوريتسكا صوب كرة بضربة رأس مرت فوق العارضة كما سدد كرة أخرى تصدى لها الحارس جيانلويجي دوناروما، وتصدى حارس مرمى الضيوف أوليفر باومان لكرتين من تونالي وكين.
وسدد الألماني نديم أميري كرة من ركلة حرة مرت فوق العارضة بقليل قبل نهاية الشوط الأول الذي انتهى بتقدم إيطاليا بهدف.
وأدركت ألمانيا التعادل بعد أربع دقائق من بداية الشوط الثاني عندما مرر جوشوا كيميش الكرة إلى داخل منطقة الجزاء ليحولها البديل غير المراقب تيم كليندينست بضربة رأس في شباك دوناروما من أول لمسة له في المباراة.
وقال مدرب إيطاليا لوتشيانو سباليتي لشبكة "راي سبورت"، "مررنا بموقفين دفعنا ثمنهما غالياً للغاية في المباراة".
"كانت هذه تمريرة من وسط الملعب، ووصلت إلى لاعب حر (من دون رقابة) في منطقة الجزاء".
وأرسل تونالي تمريرة مهارية بكعب القدم إلى كين الذي سدد كرة قوية فوق العارضة ثم تلقى جياكومو راسبادوري تمريرة وانفرد بالحارس، لكن باومان تصدى للكرة بقدمه، وصوب غوريتسكا كرة خطرة بضربة رأس إثر تمريرة أخرى من كيميش، لكنها مرت خارج الشباك.
وجاء هدف الفوز لألمانيا إثر ركلة ركنية نفذها كيميش، وبدت الكرة وكأنها ستسكن المرمى دون تدخل لكن غوريتسكا نجح في توجيها بضربة رأس خفيفة لتسكن شباك دوناروما.
وقال مدرب ألمانيا جوليان ناغلسمان، "أنا سعيد للغاية من أجله (غوريتسكا). أعتقد أنه قدم مباراة رائعة، بخاصة في الشوط الثاني، سواء على المستوى الدفاعي أو من خلال وجوده داخل منطقة الجزاء".
"لقد لعب دوراً في المباراة من كلا الجانبين. كان أداءً من الطراز الأول".
وكثفت إيطاليا ضغطها الهجومي وقدم باريلا محاولة، لكن الكرة مرت خارج المرمى، كما تصدى باومان لتسديدة من دانييل مالديني، وحافظ المنتخب الألماني على تقدمه لينهي المباراة فائزاً ويسهل مهمته في مباراة الإياب.
وتأمل إيطاليا في استعادة ذكرى جيدة لها في دورتموند عام 2006 عندما تغلبت على ألمانيا في الدور قبل النهائي من كأس العالم قبل أن تواصل مسيرتها إلى التتويج باللقب.