Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
يحدث الآن

ماذا تفعل أميركا وأوروبا لمواجهة ضربات الحوثيين في البحر الأحمر؟

ترمب يهدد الميليشيات بأن "أبواب الجحيم ستنفتح على مصراعيها" إذا لم توقف هجماتها

  حاملة الطائرات الأميركية "هاري أس ترومان" في البحر الأحمر (أ ف ب)

ملخص

 شنت الولايات المتحدة ضربات عسكرية واسعة النطاق على الحوثيين أودت بحياة 31 شخصاً في الأقل، وذلك في رد على تهديدات الجماعة باستئناف الهجمات على السفن المارة عبر البحر الأحمر.

كشفت مجموعة مراسلات أرسلت من طريق الخطأ لأحد الصحافيين عن خطط أميركية لمهاجمة الحوثيين المتحالفين مع إيران في اليمن، وعن اتهام مسؤولين كبار في إدارة الرئيس دونالد ترمب لأوروبا باستغلال الولايات المتحدة من دون مقابل، وتساؤلهم عما إن كان ينبغي لواشنطن "إنقاذ أوروبا مجدداً"، ومن بين هؤلاء المسؤولين نائب الرئيس جي دي فانس ووزير الدفاع بيت هيغسيث، بينما أثيرت تساؤلات أخيراً حول كيفية تأثر التجارة الأوروبية والأميركية بهجمات جماعة الحوثي في اليمن على السفن العابرة للبحر الأحمر.

وضع البحر الأحمر

في الـ 16 من مارس (آذار) الجاري، شنت الولايات المتحدة ضربات عسكرية واسعة النطاق على الحوثيين أودت بحياة 31 شخصاً في الأقل، وذلك في رد على تهديدات الجماعة باستئناف الهجمات على السفن المارة عبر البحر الأحمر.

وجاءت الضربات بعد أن أعلن الحوثيون، وهم جماعة مسلحة سيطرت على معظم أنحاء اليمن على مدى العقد الماضي، في الـ 12 من الشهر نفسه استئناف هجماتهم على السفن الإسرائيلية العابرة للبحر الأحمر وبحر العرب، منهين بذلك هدوءاً نسبياً بدأ في يناير (كانون الثاني) الماضي مع وقف إطلاق النار في غزة.

ولم تُسجل أية هجمات بحرية على سفن الشحن منذ صدور هذا التهديد، على رغم أن الولايات المتحدة وإسرائيل تقولان إنهما اعترضتا صواريخ وطائرات مسيرة أُطلقت من اليمن.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 شن الحوثيون أكثر من 100 هجوم على سفن قبالة سواحل اليمن يقولون إنها للتضامن مع الفلسطينيين في حرب إسرائيل على مسلحي حركة "حماس" في غزة، وتفيد بيانات شركة "بروجيكت 44" الأميركية لتكنولوجيا إدارة سلاسل التوريد بأن الهجمات تسببت في انخفاض حركة عبور قناة السويس 75 في المئة العام الماضي، وزيادة أوقات العبور بمعدل تراوح بين سبعة أيام و14 يوماً، واتخاذ شركات الشحن مسارات بديلة أطول، كما أجبرت الهجمات الجيش الأميركي على شن حملة مكلفة لاعتراض الصواريخ والطائرات المسيرة التي استهدفت وأصابت مخزونات دفاعاته الجوية.

ماذا عن ترمب؟

هدد ترمب الحوثيين في منشور عبر منصة "تروث سوشيال" بأن "أبواب الجحيم ستنفتح على مصراعيها" إذا لم يوقفوا هجماتهم، وقال البيت الأبيض في بيان إن إدارة ترمب بشنها هذه الهجمات "تتصدى للإرهاب وتحمي التجارة الدولية"، مشيراً إلى أن خمساً من أكبر 10 دول مستوردة من حيث قيمة التجارة عبر البحر الأحمر، هي أعضاء في الاتحاد الأوروبي.

وأضاف أن الحوثيين هاجموا سفناً حربية أميركية 174 مرة، وسفناً تجارية 145 مرة منذ عام 2023، بينما رد الحوثيون بأنهم مستعدون للرد على التصعيد بالتصعيد، غير أنه لم يصدر عنهم أي رد حتى الآن.

من هم المتضررون؟

أغرق الحوثيون سفينتين واستولوا على ثالثة وقتلوا أربعة بحارة، وأفاد تقرير صدر عن وكالة الاستخبارات العسكرية الأميركية في أبريل (نيسان) 2024 بأن الهجمات أثرت في مصالح ما لا يقل عن 85 دولة و29 شركة طاقة وشحن كبرى، مضيفاً أن غالبية السفن المستهدفة كانت مملوكة لشركات أوروبية، لكن ثماني سفن في الأقل كانت مملوكة لشركات أميركية.

وبدأت كثير من شركات الشحن بتجنب مسار البحر الأحمر مع بدء الهجمات متخذة مسارات بديلة مكلفة حول أفريقيا مما أدى إلى تراجع أرباحها، وقال الرئيس التنفيذي لشركة "هاباغ لويد"، رولف هابن يانسن، ومقرها فرانكفورت، الخميس الماضي، إنه لا يتوقع حلاً سريعاً لهذه الأزمة.

وخلال عرض لأرباح الشركة لعام 2024 بعد أحدث الضربات الأميركية، قال يانسن "قبل أسبوعين أو ثلاثة أسابيع كنت أكثر تفاؤلاً في شأن موعد عودته مسار البحر الأحمر، أما الآن فأشعر بمزيد من القلق".

وقالت "ميرسك" الدنماركية العام الماضي إن لتحويل مسار الشحن إلى طريق رأس الرجاء الصالح حول أفريقيا "تأثيراً متتالياً"، إذ يتسبب في تكدس السفن على المسارات الرئيسة البديلة، أما الرئيس التنفيذي لـ "ميرسك" فينسون كلير فقال في فبراير (شباط) الماضي إنه سيتعين "التعطيل الكامل لقدرات" الحوثيين على شن الهجمات، أو التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة حتى تعود حركة الشحن إلى البحر الأحمر.

ماذا تفعل الدول لمواجهة الحوثيين؟

في ديسمبر (كانون الأول) 2023 أعلنت إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن تدشين تحالف متعدد الجنسيات يضم 20 دولة لحماية الملاحة عبر البحر الأحمر، وكان من أعضاء هذا التحالف بريطانيا والبحرين وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج وسيشل وإسبانيا، وفي فبراير عام 2024 أطلق الاتحاد الأوروبي عملية أخرى بعد رفض فرنسا ودول أخرى المهمة التي تقودها الولايات المتحدة، لعدم رغبتها في الخضوع للقيادة الأميركية.

وذكر مسؤول في الاتحاد الأوروبي أن المهمة الأوروبية نجحت في اعتراض أربعة صواريخ باليستية و18 طائرة مسيرة وطائرتين بحريتين، بينما قدمت الحماية لأكثر من 400 سفينة تجارية، وبعد الغارات الجوية الأميركية على اليمن الأسبوع الماضي، أعلنت المهمة الأوروبية انخفاضاً فورياً في حركة الملاحة عبر مضيق باب المندب.

وعلى صعيد منفصل نفذت بريطانيا خمس غارات جوية مشتركة مع الولايات المتحدة استهدفت مواقع للحوثيين العام الماضي، بينما نفذت الولايات المتحدة، ولا تزال، ضربات بمفردها حتى الآن، وقدمت أستراليا والبحرين وكندا والدنمارك وهولندا ونيوزيلندا دعماً غير عملياتي للضربات المشتركة.

وفي الـ 18 من الشهر الجاري قال متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر للصحافيين إن رئيس الوزراء وترمب ناقشا الضربات الأميركية لأهداف الحوثيين، والتي دعمتها بريطانيا بعمليات تزويد بالوقود جواً بشكل روتيني.

وكانت السفن الحربية الفرنسية ترافق في السابق سفن شركة الشحن الفرنسية "سي أم أيه- سي جي أم"، لكن الشركة أوقفت شحناتها عبر البحر الأحمر في فبراير 2024، فيما قالت الشركة في يناير الماضي إنها لا تزال غير مستعدة لاستئناف عملياتها بسبب استمرار المخاوف الأمنية.

المزيد من متابعات